السبت، 19 أبريل 2008

المرأة في الإسلام

سنتكلم اليوم عن مكانة المرأة في الإسلام.
يقولون أن المرأة مكرمة في الإسلام وأن الإسلام كرم المرأة، فهل هذا صحيح؟

قبل أن نجيب على مثل هذا السؤال لابد وأن نرى المراجع الإسلامية ماذا قالت عن المرأة حتى نستطيع أن نحكم حكماً ليس سطحياً أو متعجلاً، لأني أحب القراءة المتأنية والوقوف عند الكلمات لفهم المغزى، فالعجلة من الشيطان على رأي الميكانيكي

دعنا نرى موقف المرأة في الإسلام من خلال المراجع الإسلامية ونرى ماذا تقول عنها:

النساء أكثر أهل النار
ـ في صحيح البخاري باب الحيض رقم 304 : "عن أبي سعيد الخِدري قال: خرج رسول الله في فطر إلى المصلّى فمر على النساء فقال: يا معشر النساء تصدّقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبما يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعنة وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهبَ للب الرجل الحازم من إحداكن"

~ ناقصات عقل؟! وناقصات دين؟! تلعب بلب الرجل الحازم؟! عجبي!!! إذا كان الرجل حازما حقا، هل تستطيع المرأة أن تلعب بلبه؟ هو ضعيف لهذه الدرجة حتى تلعب بلبه، وتقول حازم؟!
هذا قلب للمعايير والموازين، فلو أن الرجل مليء نعمة وقوة من الله، لكان حازما فعلا. ألم يكن يوسف شابا حازما، وأرادت امرأة سيده أن تسقطه في الزنا ولكنه رفض وتركها وخرج عريانا!

~ لماذا إلقاء التهمة على المرأة واستخدامها كدمية؟!

من خلال قراءاتي، أستطيع أن أجيب بأن محمد كان يهمه الرجال وليس النساء. فالرجال هم من سيحاربون في جيشه ليؤسس الدولة لذا كان يعطيهم كل ما كانوا يشتهون. أما النساء فللمتعة

المرأة شؤم
ـ في صحيح البخاري، باب النكاح حديث 5094 "عن ابن عمر قال: ذكروا الشؤم عند النبي فقال النبي: إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس"

~ شيء غريب حقا أن تكون النظرة للمرأة بهذه الصورة! ماذا بقي بعد نقص عقلها ودينها ونعتها بالشؤم؟! لماذا هذا التقليل من شأن المرأة؟

المرأة كالكلب
ـ جاء في صحيح البخاري، باب الصلاة حديث 514: "عن عائشة أنه ذُكِر عندها ما يقطع الصلاة، قال النبي: الكلب والحمار والمرأة. قالت: شبهتموننا بالحمير والكلاب!"

~ تتساوى المرأة بالكلب والحمار، عجبا!

المرأة شيطان
ـ في صحيح مسلم باب النكاح حديث 1403: "عن جابر أن رسول الله رأى امرأة فأعجبته (اشتهاها) فأتى امرأته زينب وهي تشتغل فقضى حاجته (أي ضاجعها وهي تعمل) ثم خرج إلى أصحابه وقال: إن المرأة تأتي في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان"

~ عجيب! نفترض أنها شيطان، فلماذا تتبع الشيطان إذن؟! لم لا تغض الطرف عنه؟ أم أن الأمر فقط إسقاط الخطأ كله على المرأة وأنها السبب في كل المصائب!

ـ علّق على هذا الحديث الإمام النووي في شرح صحيح مسلم ج5 صفحة 150 قائلا: "معنى هذا الكلام الإشارة إلى الهوى ونداء الفتنة بها فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته وتزيينه له"

~ ياه!! ولما يكون الرجل كالذئب الكاسر والثعلب المكار ليسقط النساء في حبائله، لماذا لا يقال عنه أنه شيطان؟! أين حق المرأة في المجتمع الإسلامي؟ لماذا يكون السكين حادا عليها؟!
لهذا يحجّبونها لكي لا يظهر منها شيء! ومسكينة المرأة المسلمة تلبس لباس العفاريت دون أن تعرف السبب الحقيقي وهو أنهم يعتبرونها شيطان. يا حرام!

المرأة كالنعجة والشاه
ـ في تفسير القرطبي لسورة صاد آية 23: "يُكْنَى عن المرأة بالنعجة والشاه لما هي عليه من السكون والعجز وضعف الجانب ويكنى عنها بالبقرة والناقة لأن الكل مركوب"

~ كلام في منتهى قلة الأدب! أهذه هي كرامة المرأة؟ مركوبة؟!! هذا كلام يقال من فم أنبياء؟؟!
والغريب، إذا تكلمت فهي شيطان وإذا سكتت فهي نعجة! فماذا تفعل المسكينة لكي تسلم من لسانكم؟! يا رب ارحم!

حقوق المرأة على زوجها
1) في سنن ابن ماجة كتاب النكاح باب حق المرأة على الزوج حديث 2456: "عن حكيم بن معاوية عن أبيه أن رجلا سأل النبي: ما حق المرأة على الزوج. قال: أن يطعمها إذا طعم، وأن يكسوها إذا اكتسى، ولا يُضرَب الوجه (أي يمكن الضرب في مكان آخر ما عدا الوجه)"

ـ وفي سورة النساء آية 34: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض.. واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن"

~ وتحضرني الذاكرة الآن بشيخ الجامع في اسبانيا الذي ألف كتابا ناصحاً فيه الرجال بأن ينفذوا هذه الآية ويضربوا نساءهم بطريقة modern بعصا طرية وفي مناطق لا تترك علامات ! وبأس النصيحة !! لقد صُدر كتابه وحكم عليه بالسجن مع إيقاف التنفيذ.
القرآن يحاكم في المحاكم الآن، عجبي!

ـ جاء في كتاب الفقه الحمبلي صفحة 417 : " للزوج الحق في أن يضرب زوجته ضربا غير المبرح، والضرب غير المبرح هو أنه يضربها عشرة أسواط (بالسوط)"

~ يا سلام! يضربها عشرة أسواط ويقول غير مبرح؟! ألهذا الحد المرأة مهانة في الإسلام؟! مسكينة!

~ والواقع الذي تحمده المرأة هو أن الزمان قد تغير وأصبح للمرأة كلمة ورأي، فلم تعد تقبل بالإهانات والضرب. لذا يمكننا القول أن القرآن غير صالح لكل زمان ومكان، فعندما كان القرآن ينزل متقطعا كان يصور أحكامه، ومن هنا جاء الناسخ والمنسوخ فعندما يحدث أي حدث فالقرآن ينزل الآية ولما يرتقي الموقف تنزل آية عكس الآية وتلغي ما قبلها!!
~ فهل نحن محتاجين اليوم إلى آيات جديدة تنسخ القديم عندما تغيرت الأوضاع وخصوصاً مع عمل المرأة؟! هذا سؤال كبير!

2) في كتاب الفقه الحمبلي صفحة 355: "للزوج أن يمنع زوجته من حضور جنازة أبيها أو جنازة أمها ويمنعها من إرضاع ولدها من غيره"

3) في كتاب الروض المربع (وهو كتاب يُدرس في جامعات الدين ومنها الأزهر) صفحة 15: "إن الزوج لا يلزمه كفن امرأته لأن الكسوة وجبت عليه بالزوجية والتمكن بالإستمتاع، وبموتها انقطع هذا الإستمتاع"

~ منتهى الغرابة! الزوج الذي عاش مع زوجته طوال العمر، لا يكفنها عند موتها لأنه لم يعد يتمتع بها! المرأة التي أفنت حياتها لخدمة الرجل، تكون نهايتها هكذا؟ إذن الزواج في الإسلام هو زواج متعة فقط!
مع الأسف هناك رجال كثيرون يطبقون هذه الشريعة في الدول العربية المتشددة. فهل هذه شريعة من الله تليق بالبشر؟

المرأة ملعونة
ـ في صحيح البخاري حديث 3237: "عن أبي هريرة قال رسول الله: إذا دعى الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غصبانا عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح"

~ شيء مؤسف حقا، الملائكة مع الرجل ضد زوجته. مسكينة المرأة لا مشاعر لها فهي في الإسلام مخلوقة لاستمتاع الرجل فقط حتى لو كانت تعبة أو لها ظرف. هل تؤمن أن هذا دين من عند الله؟!

ـ علّق على ذلك الإمام العسقلاني في فتح الباري ج2 صفحة 2311 قائلا: "إن الله لم يترك شيئا من حقوق الرجل إلا جعل له من يقوم به حتى جعل ملائكته تلعن من أغضبه بمنع شهوة من شهواته"

~ الله يقمع الشهوة ويقدّر ظروف الآخرين، ولكن نجد إله الإسلام يساعد على الشهوة ويرسل ملائكته ليلعن من يمنعها. عجبي!

المرأة سلعة
ـ من هنا نستطيع أن نفهم زواج المتعة في مسند أحمد حديث 4195 : "عن عبد الله قال: كنا مع النبي (في الغزو) فقلنا يا رسول الله ألا نستخصي؟ (نزيل شهوة الجنس بالإستخصاء) فنهانا الرسول ورخّص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل. ثم قرأ عبد الله: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم"

~ أصبحت المرأة من الطيبات التي تُشترَى بأجر؟!

ـ في صحيح مسلم كتاب النكاح حديث 3479 وصحيح البخاري حديث 5173 : " عن جابر بن عبد الله وسلمى بن الأكوع قالا: خرج علينا مُنادي رسول الله فقال إن رسول الله قد أذن لكم أن تستمتعوا بالنساء"

ـ وفي صحيح البخاري حديث 4559: "عن عمران بن حصين قال: أُنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله ولم ينزل قرآن يحرمه ولم ينهى عنه حتى مات رسول الله"

~ معاشرة النساء بأجر سواء ثوب أو نقود أو ما اتفقا الطرفان عليه. هذه دعارة رسمية!!

ـ وفي صحيح مسلم كتاب النكاح حديث 3381: "قال عطاء: قدم جابر بن عبد الله معتمرا، فجئناه في منزله فسأله القوم عن أشياء ثم ذكروا المتعة فقال: نعم، استمتعنا على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر"

~ يقول البعض أن عمر قد حرمها.
وإن يكن! هل لعمر الحق في تحريم ونسخ آيات قرآنية؟! مازال أهل الشيعة يعملون بها إلى الآن ومعهم حق! أليست أية قرآنية؟!

~ والسؤال: هل يعقل أن الله يأمر بدعارة مُقنّنة؟ إنه قرآن وأحاديث. إن كان الشخص يخجل من قراءتها، فكيف يقنن كشريعة من نبي مزعوم؟!

زواج المرأة
هل الأصل في الزواج سر مقدس وهل هو احترام متبادل بين الزوج والزوجة أم لا؟ فلماذا لا تعطى المرأة الحق مثل الرجل؟
يتزوج الرجل مثنى وثلاث ورباع وما ملكت إيمانه، فلو كان هناك مساواة للمرأة لماذا لا تنزل آية تقول لها أن تتزوج مثنى وثلاث ورباع وما ملكت إيمانها؟ فالذي لا يعقل بالنسبة للمرأة، مليون بالمائة لا يعقل للرجل أيضاً. أين العدل هنا؟

طلاق المرأة
ـ في صحيح البخاري حديث 5792 "عن عائشة: جاءت امرأة رفاعة القرزي إلى النبي فقالت: كنت عند رفاعة فأبتّ طلاقي (أي طلقني بالثلاثة) فتزوجت عبد الرحمان بن الزبير فوجدت أن ما معه (أي قضيبه) مثل هذب الثوب. فقال: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا! حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته"

إذا حدث أن طلق الرجل امرأته مرة ثالثة، تحتاج إلى محلل، وكل الناس تعرف ذلك أنه يأتي رجل أخر يتزوجها وعندما يطلقها يمكن أن يتزوجها زوجها الأول مرة أخرى

~ ما ذنب المرأة إن كان زوجها انفعل وطلقها؟ هي إذاً التي تدفع الثمن؟
رجل انفعالي طلق امرأته ومرة ثانية وثالثة أي طلقها بالثلاثة.. أليس هو الذي يؤدب؟ لا! يأخذون المرأة ويعطونها إلى رجل أخر !! فما ذنبها وكأنها هي المذنبة !! أين المنطق؟ إنها إهانة للمرأة في حقها!

شهادة المرأة
ـ شهادة امرأة واحدة لا تقبل لأنها نصف شهادة، ومكانتها ليست مثل مكانة الرجل، فالمرأة في الإسلام موجودة لأجل الرجل ولهذه الأسباب ليست لها حقوق كثيرة. مثلاً المرأة كما في سورة البقرة آية 282 ليست المرأة مثل الرجل في الشهادة والمفروض أن يكون أثنين من الشهود، ولكن من الرجال فقط أثنين ولكن إذا كانوا نساء يكونان أثنين من النساء بدلاً من رجل. يمكن أن يُستبدل رجلين بأربعة نساء ولكن لابد وأن يكون هناك رجلاً أيضاً بينهم.

~ والسؤال: أين احترام مشاعر المرأة؟ هل المرأة كاذبة حتى لا تقبل شهادتها؟ أليس للمرأة كرامتها ولها نفسيتها مثل الرجل تماماً!؟

ميراث المرأة
ـ ترث المرأة نصف ما يرثه الرجل وهذا موجود في سورة النساء آية 11
~ فهذا وضع غريب! لماذا يقلل من شأن المرأة وقيمتها؟!
~ نرى البعض يقولون: لسبب أن الميراث لا يخرج خارج العائلة!
لماذا لا يخرج خارج العائلة؟ ما هي المشكلة؟ أليس هذا حقها !!

نصيب المرأة في الجنة
كما تعلم ويعلم الجميع أن الرجل المسلم عندما يموت تكون له حوريات في الجنة "حور عين" قد تصل إلى أكثر من سبعة آلاف حورية يتزوجها ويتمتع بها، وقد ذكر في أربعة آيات في سور القرآن كالواقعة والإنسان وغيرهم. فعندما يموت المؤمن، يتمتع بحور العين وولدان مخلدون

(وبالمناسبة، هؤلاء الولدان المخلدون ليسوا للخدمة، بل للتلذذ الجسدي. وهناك باحث اسمه محمد جلال كشك عمل بحثا كبيرا في موضوع "الولدان" وهذا البحث صدر، فرفع قضية أمام المحكمة وعندما أرسلوا هذا البحث للأزهر لكي يدرسوه وليروا إن كان هذا البحث موافقا للتعاليم الإسلامية أم لا، وجدوه موافقا للتعاليم الإسلامية ووافقوا عليه)

~ هذا وضع الرجل في الجنة، فماذا بالنسبة للمرأة؟ لا يوجد شيء للمرأة في جنة الإسلام! للرجل حوريات، فلماذا لا يكون للمرأة حور؟!
ليسوا متساويين حتى في الجنة! شيء مضحك فعلا!

** هكذا نرى من خلال القراءات أن المرأة في الإسلام ليست معاملتها بمساواة مع الرجل وهناك علامات استفهام كبيرة على وضع المرأة من خلال المراجع والكتب الإسلامية.

~ هل فكرت المرأة في وضعها في الإسلام ؟ هل تقبل المرأة المسلمة لنفسها هذا الوضع ؟

فهي مغلوبة على أمرها ماذا تفعل !!

أختي المسلمة، إني أشفق عليك في هذا المركز، وأنا اقرأ هذه الأشياء شعرت بمرارة، فهذه أشياء تحزن القلب حقا...

موجز عن المرأة في المسيحية:

عندما خلق الله المرأة في المسيحية " حواء " خلقها من ضلع آدم فلم يخلقها من رأسه لكي لا تكون متفوقة عليه ولم يخلقها من قدمه لكي لا يدوسها بحذائه. ليس الرجل من دون المرأة وليست المرأة من دون الرجل وهنا تساوي في الرب. لذا يتزوج الرجل امرأة واحدة فقط.
وكرامة المرأة في المسيحية معروفة، ومثال ذلك العذراء مريم. أنظر إلى كرامتها وقيمتها وعظمتها، قد أخذت كل الكرامة والاحترام.
وأيضاً في الكتاب المقدس كان هناك نبيات مثل دبورة النبية، ومريم النبية أخت هارون، وأيضاً هناك خادمة مثل فيبي.
فالمسيحية تنظر إلى المرأة نظرة متساوية مع الرجل في كرامتها ومكانتها وفي موقفها والنظرة إليها نظرة احترام وتقدير والمرأة ليست سلعة في المسيحية لتسلية الرجل وليست متعة لمزاج الرجل ولكن الزواج سر مقدس يربط الاثنين معاً.. ويأتي هذا من أن الرجل قَبِلَ المسيح في حياته فصارت له قيمة والمرأة قَبِلَت المسيح في حياتها فصارت لها نفس القيمة ومن هنا كان الارتباط بينهما مبني على الاحترام المتبادل والتقدير المتبادل والحب المتبادل
من رسالة أفسس إصحاح 5 في الكتاب المقدس، نرى الرباط والحب المتبادل بين الرجل والمرأة إذ يقول الرب " أيها النساء أخضعن لرجالكن كما للرب لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء وأسلم نفسه لأجلها، كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. وأما أنتم الأفراد فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وأما المرأة فلتحب رجلها"

أعطى الكتاب المقدس ثلاث وصايا للرجال "حب باذل" وأعطى ثلاث وصايا للنساء "حب خاضع" فيحدث تناغم وتوافق واتحاد وهذا هو موقف المرأة في المسيحية في عجالة.

وبخصوص الجنة، ففي شريعة اليهود القديمة إذا تزوج شخص بامرأة ثم مات قبل أن ينجب منها فالشريعة تقول أن أخوه يتزوجها وينجب منها طفلا وينسبه إلى أخيه الذي مات لكي لا ينقطع النسل. لهذا سأل الناس السيد المسيح سؤالا: رجل تزوج ومات قبل أن ينجب فأخوه تزوج امرأته ومات قبل أن ينجب أيضاً وأخوه الثالث تزوجها ومات قبل أن ينجب وكانوا سبعة أخوات وماتوا، ففي السماء لمن تكون؟ وفي هذا تصوروا أنهم حاصروه بهذا السؤال، فرد السيد المسيح قائلاً: إنكم لا تفهمون، ليس هناك زواج في السماء. ففي السماء لا يزوجون ولا يتزوجون بل يعيشون كملائكة الله.

فإذن لا يوجد زواج في السماء فالمرأة تكون كملاك في جسم نوارني والرجل كملاك في جسم نوراني وتكون عائلة روحية نورانية تعيش في متعة مع الله تراه وتتمتع به.

الجمعة، 18 أبريل 2008

الكلمات الأعجمية في القرآن

تكلمنا في الموضوع السابق عن التساؤلات حول الإعجاز اللغوي مع وجود أخطاء لغوية من نحو وصرف. فما رأيك في قول القرآن أنه أنزل بلسان عربي مبين؟

الواقع أن هناك آيات قرآنية عديدة تؤكد أنه: قرآن بلسان عربي مبين، منها:

ـ سورة يوسف 12: 2 "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"
ـ سورة طه 20: 113 "وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا .."
ـ سورة الزمر 39: 28 "قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون"
ـ سورة فصلت 41: 3 "كتاب فصلت آياته، قرآنا عربيا لقوم يعلمون"
ـ سورة الشورى 42: 7 "أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها"
ـ سورة الزخرف 43: 3 "إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون"
ـ سورة الأحقاف 46: 12 "وهذا كتاب مصدق [لكتاب موسى] لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا"
ـ سورة الشعراء 26: 193و195 "نزل به الروح الأمين.. بلسان عربي مبين"
ـ سورة النحل 16: 103 "وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ"

أجمع المفسرون على معنى ذلك "أَيْ أَفْصَح مَا يَكُون مِنْ الْعَرَبِيَّة"

~ فهل أنت يا عزيزي القارئ مقتنع أنه بلسان عربي فصيح؟

~ قرأت في دائرة المعارف الإسلامية وغيرها من المراجع الإسلامية أن بالقرآن ما يزيد عن 275 كلمة أعجمية أي غير عربية مأخوذة من لغات أخرى فكيف يكون القرآن بلسان عربي مبين؟؟؟

ـ جاء في دائرة المعارف الإسلامية (ج 26 ص 8222ـ 8224) تحت عنوان "الكلمات الدخيلة" ما يلي: لم يجد المفسرون الأوائل حرجا في الإقرار بوجود عدد كبير من الكلمات الدخيلة (الأعجمية) في القرآن أو في مناقشتها.
وقد جاء في الأثر أن ابن عباس ومن لفَّ لفَّه كانوا يبدون اهتماما خاصا برصد أصولها وتحديد معانيها.
لكنه بعد ظهور المبدأ القائل بأن القرآن قديم ويتسم بالكمال، اتجه عدد من الفقهاء وعلماء الإلهيات، مثل الإمام الشافعي (ت205 هـ) إلى الاعتقاد بأن لغة القرآن عربية نقية، ومن ثم إلى إنكار وجود أية كلمات معارة من لغات أخرى.
ولكن عددا من كبار علماء اللغة مثل أبي عبيد (ت224 هـ) لم يكفوا عن القول بوجود كلمات دخيلة (أعجمية) في القرآن.
وهناك عدد من الباحثين قد تحرروا تماما من الاعتبارات الدينية في بحث هذا الموضوع مثل السيوطي (ت911هـ) الذي أبدى اهتماما خاصا بالكلمات الدخيلة في القرآن، إذ يخصص فصلا في كتابه "الاتقان" للكلمات التي ليست بلغة الحجاز (ج1 ص133ـ135)، وفصلا للكلمات التي ليست بلغة العرب (ج1 ص 135ـ141).
وتضيف الموسوعة أنه في دراسة مستقلة (للمتوكلي)، يقدم تصنيفا لعدد كبير من الألفاظ باعتبارها كلمات مستعارة من اللغة الأثيوبية، والفارسية، واليونانية، والهندية، والسريانية،والعبرية، والنبطية، والقبطية، والتركية، والزنجية، والبربرية.
وتورد دائرة المعارف الإسلامية أمثلة ذكرها السيوطي عن العناصر الدخيلة في ألفاظ القرآن إذ قال: "الكلمات التي تعتبر غير عربية على الإطلاق ومن المحال ردها إلى جذور عربية مثل:
ـ استبرق (الديباج الغليظ)
ـ الزنجبيل.
ـ الفردوس.
وتذكر دائرة المعارف الإسلامية أن هناك نحو 275 كلمة بخلاف أسماء الأعلام اعتبرها العلماء كلمات أجنبية.

~ شيء خطير جدا خاصة بمقارنته بما يقال أنه بلسان عربي مبين

بعض الأمثلة من هذه الكلمات الأعجمية ولغتها الأصلية، ومعناها بالعربية، وموقعها في السور القرآنية

في "تأريخ القرآن" للشيخ إبراهيم الابياري (طبعة دار الكتاب المصري بالقاهرة سنة1981م ص 190) أورَد بعض الأمثلة للألفاظ الأعجمية في القرآن: (وأشار إلى كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي [ج1 ص 288]، وكتاب الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1 ص139):

ـ الطور: سريانية، معناها: الجبل
* البقرة2: 63 وغيرها " وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ

ـ طفِقا: رومية، معناها: قصدا
* الأعراف7: 22 " وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ"

ـ الرقيم: رومية، معناها: اللوح
* الكهف18: 9 " أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا"

ـ هدنا: عبرانية، معناها: تُبْنا
* الأعراف7: 156 " وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ "

ـ طه: عبرانية، معناها: طأْ يا رَجُل
* سورة طه20: 1 "طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"

ـ سينين: عبرانية، معناها: حسن
* التين95: 2 " وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ"

ـ السجل: فارسية، معناها: الكتاب
* الأنبياء21: 104 " يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ"

ـ الاستبرق: فارسية، معناها: الغليظ
* الدخان44: 53 " يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ"

ـ السندس: هندية، الرقيق من الستر
* الدخان44: 53 " يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ"

ـ السرىُّ: يونانية، معناها: النهر الصغير
* مريم19: 24 " فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا"

ـ المشكاة: حبشية، معناها: الكوة
* النور24: 35 " اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ"

ـ الدري: حبشية، معناها: المضيء
* النور24: 35 " الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ. الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ"

ـ ناشئة الليل: حبشية، معناها: قام من الليل
* المزمل73: 6 " إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا"

ـ كِفْلين: حبشية، معناها: ضعفين
* الحديد57: 28 " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ "

ـ القَسْوَرَة: حبشية، معناها: الأسد
* المدثر74: 51 " فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ"

ـ الملة الأخرى: قبطية، معناها: الأولى
* سورة ص38: 7 " مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ"

ـ وراءهم: قبطية، معناها: أمامهم
* الكهف18: 79 "وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا" (الطبري وَكَانَ أَمَامهمْ مَلِك)

ـ بطائنها: قبطية، معناها: ظواهرها
* الرحمن55: 54 " مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ"

ـ أباريق: فارسية، معناها: أواني
* الواقعة56: 18

ـ إنجيل: يونانية، معناها: بشارة
* آل عمران3: 48

ـ تابوت: قبطية، معناها: صندوق
* البقرة2: 247

ـ جهنم: عبرية، معناها: النار
* الأنفال8: 36

ـ زكاة: عبرية، معناها: حصة من المال
* البقرة2: 110

ـ زنجبيل: بهلوية، معناها: نبات
* الإنسان76: 17

ـ سجَّيل: بهلوية، معناها: الطين المتحجر
* الفيل105: 4

ـ سرادق: فارسية، معناها: الفسطاط
* الكهف18:29

ـ سورة: سريانية، معناها: فصل
* التوبة9: 124

ـ طاغوث: حبشية، معناها: الأنداد
* البقرة2: 257

ـ فردوس: بهلوية، معناها: البستان
* الكهف18: 107

ـ ماعون: عبرية، معناها: القدْر
* الماعون107: 7

هذه كلها كلمات دخيلة ليست عربية ومنها الكثير، فأين هو الإعجاز "أنزلناه قرآنا عربيا"؟؟!!

الأخطاء الكونية في القرآن

لقد قرأت كتاب (من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم) للدكتور زغلول النجار والكتاب عبارة عن تسجيل لحوارات بينه وبين الأستاذ أحمد فراج في برنامج "نور على نور" عامي (2000 و2001م)
وقد جاء بالكتاب (ص 37) قول الدكتور النجار عن الإعجاز العلمي للقرآن تحت عنوان الآيات الكونية: " قضية خلق السموات والأرض التي يتحدث عنها القرآن الكريم في ست آيات محدودة، تحكي قصة الخلق والإفناء، وإعادة الخلق بالكامل في إجمال وشمول ودقة مذهلة على النحو التالي: "فلا أُقْسِمُ بمواقعِ النجومِ. وإنه لقسم لو تعلمون عظيم" (الواقعة 75و76) "والسماء بنيناها بأيدٍ وإنَّا لموسعون" (الذاريات 47) "أو لم ير الذين كفروا أن السمواتِ والأرضَ كانتا رَتْقا ففتقناهما" (الأنبياء30) "ثم استوى إلى السماء وهي دخَان" (فصلت1) "يوم نطوِي السماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ للكتب، كما بدأنا أولَ خلقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً علينا إنا كنا فاعِلين" (الأنبياء104) "يومَ تُبَدَّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسمواتُ" (إبراهيم48)"
وقد علق الدكتور النجار (في نفس الكتاب ص 45) على ذلك قائلا: " قصة خلق الكون يجمعها القرآن الكريم بدقة متناهية في ست آيات تلخص خلق الكون، وإفنائه، وإعادة خلقه من جديد في إجمال ودقة وإحاطة معجزة للغاية، لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين"

~ وإني لأعجب كل العجب من كلام عالم يُفتَرَضُ فيه الأمانةُ العلمية في البحث والتدقيقُ في التعبير. فكيف يعمم هذا العالم أنه: لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين!!!
لماذا لم يبحث في الكتاب المقدس، وفي تاريخ علم الفلك؟! هل عدم بحثه في الكتاب المقدس وكتب الفلك، ناتج عن الجهل بهما؟!

أقول إن كان جهلاً فهذه مصيبة!!! وإن كان عن تجاهُلٍ، فهذه كارثة!!!

ماذا ذكر الكتاب المقدس عن خلق الكون؟

قصة خلق الكون كتبت بأكثر دقة وسلاسة في سفر التكوين الذي كتب قبل الإسلام بحوالي 2000 سنة: "في البدء خلق الله السمواتِ والأرضَ. وكانت الأرضُ خربةً وخاليةً وعلى وجهِ الغمرِ ظلمةٌ، وروح الله يرف على وجه المياه... وقال الله لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لآياتٍ وأوقات وأيام وسنين. وتكون أنواراً في جلد السماء لتنير على الأرض. وكان كذلك. فعمل الله النورين العظيمين. النور الأكبر لحكم النهار، والأصغر لحكم الليل. والنجوم جعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض، ولتحكم على النهار والليل، ولتفصل بين النور والظلمة" (سفر التكوين إصحاح 1: 1-19)

هذه هي قصة الخلق من الكتاب المقدس (أي التوراة والإنجيل) الذي قال عنهما محمد: "قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه" (سورة القصص28: 49)

ماذا ذكر الكتاب المقدس عن النجوم والكواكب؟

النجوم مذكورة بكل دقة في الكتاب المقدس في سفر أيوب الذي كُتِبَ قبل الإسلام بحوالي 2600 سنة نجد ذكرا لأسماء الكثير من النجوم والكواكب لم يذكر القرآن شيئا نظيرها:
ففي (أيوب 9: 7ـ9) يقول: "الآمر الشمس.. و (الذي) يختم على النجوم. الباسط السموات وحده.. صانع النعش والجبار والثريا ومخادع الجنوب" (وهي أسماء ومواقع لبعض النجوم)
وفي (أيوب 38: 31و32) يقول الله لأيوب النبي ليظهر ضعفه: "هل تربط أنت عُقْدَ الثُّرَيًّا أو تفك رُبُطَ الجَبَّارِ، أتُخْرِجُ المَنَازِلَ في أوقاتها، وتَهدِي النَّعُشَ مع بَنَاتِه، هل عرفت سنًنَ (أي قوانين) السموات أو جعلت تسلطها (أي تحكمها) على الأرض؟" (وذلك أيضا أسماء ومواقع لبعض النجوم تتوافق مع المعروف في علم الفلك)

عُقْدَ: مجموعة منتظمة من النجوم كالعِقد.

الثريا: إسم مجموعة من النجوم. وهذا الكلام يتفق تماما مع العلم الحديث الذي قال عن الثريا: [هي عنقود من النجوم أطلق عليها اسم الشقيقات السبع. (الموسوعة العربية الميسرة ص 579)

الجبار: وهو إسم لأحد الأبراج "أوريون" دعي الجبار، جاء (بالموسوعة العربية الميسرة ً610) [الجبار كوكبة يمثلها الأقدمون بصورة محارب]

المنازل: هي البروج، المبنية على الحصون (المعجم الوسيط الجزء الأول ص 47) وهي الكواكب الإثني عشر. وقد جاء عنها (بالموسوعة العربية الميسرة ص 1507) [هذه الكواكب الإثني عشر موجودة حول دائرة البروج (الكوكبات البروجية)]

النعش: الكوكب الكبير الذي يسمية الرومان واليونان "الدب الأكبر"

وبناته: (أي بنات النعش) تقول (الموسوعة العربية الميسرة ص 782): [ويظهر مع كوكبة الدب الأكبر (النعش) سبعة نجوم]

مخادع الجنوب: هي كواكب الجنوب، فبعد أن ذكر كواكب ونجوم الشمال ذكر أيضا بقية كواكب السماء في الجنوب.

هذا ما ذكره الكتاب المقدس قبل الإسلام بآلاف السنين. كما أن علم الفلك قبل الإسلام ذكر ذلك.

ماذا قال علم الفلك عن النجوم والكواكب؟

جاء في (الموسوعة العربية الميسرة ص 1311) عن علم الفلك وقِدَمِ أيامه (أي أنه يعود إلى آلاف السنين) وقالت أن علم الفلك هو علم دراسة الأجرام السماوية ووضحت إنشغال الحضارات القديمة بهذا العلم فقالت: تكشِفُ آثار بابل والصين والهند (الحضارات القديمة من آلاف السنين قبل الميلاد) معرفة فلكية. وكان الفلك عند قدماء المصريين تطبيقيا كعمل الخرائط النجومية، وصنع الآلات لرصد النجوم وتسميتها بأسماء خاصة. فقد عرفوا النظر في النجوم منذ أبعد عهدهم بحياة الاستقرار (أي قبل الميلاد بآلاف السنين) ... فرصدوا جري القمر، وجري الشمس... والمصريون القدماء عرفوا كسوف الشمس وخسوف القمر وسجلوا بعض أحداث السماء، كظهور جرم في جنوب السماء ذي ذنب طويل... وعرفوا بروج القمر، والنجوم الزهر، والنجوم الخنس (زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد [المعجم الوسيط ص 259])، وتركوا لنا في قبر سيتي الأول (1290ق م) خريطة فلكية، وفي معبد دندرة دائرة فلكية .. إن معرفة قدماء المصريين بالفلك لم تكن ضئيلة.
وتقولأيضا: قد نهض علماء اليونان (قبل الميلاد بمئات السنين) بالناحية النظرية، ومن بينهم طاليس (540 ق م) وفيثاغورس (500 ق ب) وأرسطورخوس (القرن 3 م أي قبل الإسلام بـ 4 قرون) الذي اتخذ الشمس مركزا للكون ...
وتذكر الموسوعة أن علم الفلك كان ينقسم إلى عدة أقسام: منها الفلك الديناميكي: ويبحث في الحركات الذاتية للنجوم والمجموعة الشمسية.
وتواصل الموسوعة الحديث قائلة: وكان التقسيم عند القدماء، وخاصة العرب (قبل زمن محمد) ثلاثة أقسام نظري وعملي وتنجيم..
ومن أهم المراجع التي اعتمدوا عليها: كتاب السندهند وهو خمسة مؤلفات هندية قديمة... وكذلك على كتاب لبطليموس عالم الاسكندرية (323 ق.ب)، وهو الدستور الذي سار على هديه فلكيو العرب] (معنى هذا أن العرب قبل محمد كان لهم معرفة بالفلك والنجوم)

~ تساؤلي لفضيلة الدكتور زغلول النجار، هو: هل كان يعلم فضيلته بهذه المعلومات وهو الباحث المدقق؟ فكيف يقول أنه: "لم يستطع الإنسان أن يصل إلى تصور شيء منها حتى أواخر القرن العشرين"؟!

كما سبق فقلت أعود فأقول: إن كان عدم معرفته لهذه المعلومات ناتج عن جهلٍ فهذه مصيبة!!! وإن كان عن تجاهُلٍ، فهذه كارثة!!!

الأخطاء العلمية في القرآن

الشمـس

أتساءل بخصوص غروب الشمس في الإعجاز القرآني:

* جاء في (سورة الكهف 18: 83ـ86) " وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي اْلأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا"

ـ تفسير الطبري: فَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ , فَقَرَأَهُ بَعْض قُرَّاء الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة: {فِي عَيْن حَمِئَة} بِمَعْنَى: أَنَّهَا تَغْرُب فِي عَيْن مَاء ذَات حَمْأَة , وَقَرَأَتْهُ جَمَاعَة مِنْ قُرَّاء الْمَدِينَة , وَعَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة: "فِي عَيْن حَامِيَة" يَعْنِي أَنَّهَا تَغْرُب فِي عَيْن مَاء حَارَّة.

من هذا يتضح أن المدارس القديمة الثلاثة (بالمدينة والبصرة والكوفة) تفسر الآية على أن الشمس تغرب في عين مليئة بالماء الساخن أو الطين.

~ كيف يكون ذلك والشمس أكبر من الأرض مليونا وثلاثين ألف مرة؟!

ربما تقول: كان المقصود أنه رآها بنظرته البشرية فتصورها تغرب في بئر

ـ ولكن لاحظ كلمات الآية تقول أن الله مكَّن له في الأرض، والله أتاه من كل شيء سببا (أي علما كما يقول ابن كثير وغيره من المفسرين)

ـ ولاحظ معنى فأَتْبع: قال ابن كثير اِخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة وَالْبَصْرَة. " فَاتَّبَعَ " بِوَصْلِ الأَلِف وَتَشْدِيد التَّاء، بِمَعْنَى: سَلَكَ وَسَارَ. أما قُرَّاء الْكُوفَة فَقَرَؤها: { فَأَتْبَعَ } بِهَمْزٍ وَتَخْفِيف التَّاء بِمَعْنَى لَحِقَ. (وأضاف ابن كثير بناء على ما أورده من آراء الفقهاء قائلا:) وَأَوْلَى الْقِرَاءَتَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ: "فَاتَّبَعَ " بِوَصْلِ الأَلِف, وَتَشْدِيد التَّاء، ِلأنَّ ذَلِكَ خَبَرٌ مِنْ اللَّه تَعَالَى عَنْ مَسِير ذِي الْقَرْنَيْنِ فِي الْأَرْض الَّتِي مُكِّنَ لَهُ فِيهَا

إذن فمسيرة ذي القرنين كما يقول القرآن هي بتوجيه من الله سبحانه، متبعا فيها العلم (فاتبع سببا). ورؤيته للشمس ليست مجرد رؤيا العين بل اتباع العلم الإلهي، كما يقول المفسرون الأجلاء.
ولاحظ تعبير القرآن، لم يقل رآها تغرب في عين حمئة، بل وجدها. وفي كل المعاجم العربية: وجد أي علم وأدرك (المعجم الوسيط ج2 ص 1013)
علاوة على ذلك لو كان الأمر يتعلق برؤية العين الخاطئة علميا، إذن فلن يكون ذلك إعجازا قرآنيا.
فإلى من يؤمنون بالإعجاز العلمي للقرآن نتساءل: كيف تغرب الشمس في بئر من الطين وهي أكبر من الأرض مليونا وثلاثين ألف مرة؟!

من أين استمد محمد فكرة غروب الشمس في عين حمئة؟

كانت لمحمد مصادره التي يستمد منها المعرفة، فقد نقل هذه الأسطورة عن الشعر الجاهلي، وقد أتت بنصها في شعر أمية بن أبي الصلت الذي أنشد قصيدة في ذي القرنين (ديوان شعراء النصرانية قبل الإسلام ج1 ص 236) قائلا:

بلغ المشارقَ والمغاربَ يبتغي// أسبابَ أمرٍ من حكيمٍ مرشـدِ
فرآى مغيبَ الشمسِ عند مآبِها// في عينِ ذي خُلُبٍ وثأْطٍ حَرْقَدِ
خلب: طين.
ثأط: الحمأة.
حرقد: الأسود من الحمأة.

من يقصد القرآن بذي القرنين هذا؟

دعنا نرى ذلك من كتابات فقهاء الإسلام في تفاسيرهم للقرآن:

* الإمام الطبري: ينقل عن عُقْبَة بْن عَامِر أنه َقَالَ:
ـ كُنْت يَوْمًا أَخْدُم رَسُول اللَّه، فَخَرَجْت مِنْ عِنْده، فَلَقِيَنِي قَوْم مِنْ أَهْل الْكِتَاب، فَقَالُوا: نُرِيد أَنْ نَسْأَل رَسُول اللَّه فَدَخَلْت عَلَيْهِ. فَأَخْبَرْته، فَقَالَ: "مَا لِي وَمَا لَهُمْ، مَا لِي عِلْم إَِّلا مَا عَلَّمَنِي اللَّه"، ثُمَّ قَالَ: "اُسْكُبْ لِي مَاء"، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى. قَالَ : فَمَا فَرَغَ رأيت السُّرُور فِي وَجْهه، ثُمَّ قَالَ : " أَدْخِلْهُمْ عَلَيَّ , وَمَنْ رَأَيْت مِنْ أَصْحَابِي" فَدَخَلُوا (وسألوه عن ذي القرنين) فقَالَ : "إنه كَانَ شَابًّا مِنْ الرُّوم , فَجَاءَ فَبَنَى مَدِينَة مِصْر الإسْكَنْدَرِيَّة،
6ـ فَلَمَّا فَرَغَ جَاءَهُ مَلاكٌ، فَعَلا بِهِ فِي السَّمَاء... ثم قال له الملاك: إِنَّ اللَّه بَعَثَنِي إِلَيْك تُعَلِّم الْجَاهِل، وَتُثَبِّت الْعَالِم، فَأَتَى بِهِ السَّدّ، وَهُوَ جَبَلانِ لَيِّنَانِ يَزْلَق عَنْهُمَا كُلّ شَيْء، ثُمَّ مَضَى بِهِ حَتَّى جَاوَزَ يَأْجُوج وَمَأْجُوج، ثُمَّ مَضَى بِهِ إِلَى أُمَّة أُخْرَى، وُجُوههمْ وُجُوه الْكِلاب يُقَاتِلُونَ يَأْجُوج وَمَأْجُوج، ثُمَّ مَضَى بِهِ حَتَّى قَطَعَ بِهِ أُمَّة أُخْرَى يُقَاتِلُونَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ وُجُوههمْ وُجُوه الْكِلاب، ثُمَّ مَضَى حَتَّى قَطَعَ بِهِ هَؤُلاءِ إِلَى أُمَّة أُخْرَى". (وهنا انتهى كلام الرسول).

ـ ويضيف الطبري قائلا: سَأَلَ اِبْن الْكَوَّاء عَلِيًّا بن أبي طالب عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ، فَقَالَ: هُوَ عَبْد أَحَبَّ اللَّه فَأَحَبَّهُ، وَنَاصَحَ اللَّه فَنَصَحَهُ، فَأَمَرَ الناس بِتَقْوَى اللَّه فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنه فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ اللَّه، فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنه فَمَاتَ.

ـ أما القرطبي فقد قال في تفسيره عن ذي القرنين: أنه نَبِيّ مَبْعُوث فَتَحَ اللَّه تَعَالَى عَلَى يَدَيْهِ الأرْض.
وأضاف القرطبي قائلا: أَمَّا اِسْمه فَقِيلَ: هُوَ الإسْكَنْدَر الْمَلِك الْيُونَانِيّ الْمَقْدُونِيّ.

ـ وَذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كِتَاب الأخْبَار أَنَّ مَلاكًا يُقَال لَهُ رباقيل كَانَ يَنْزِل عَلَى ذِي الْقَرْنَيْنِ.

~ وتساؤلي: هل كان الاسكندر الأكبر نبيا وهل كان هناك ملاك يوحي إلية؟!
فعلا أشياء تضحك!

الأرض

عندي سؤال بخصوص الأرض من وجهة نظر القرآن هل هي ثابتة أم متحركة؟

* جاء في (سورة لقمان31: 10) "خلق السموات بغير عَمَدٍ ترونها، وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم"

* وكذلك في (سورة النحل16: 15) "وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم"

* وفي (سورة الأنبياء21: 31) "وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم .."

ـ تفسير الطبري: وَجَعَلَ عَلَى ظَهْر الأَرْض رَوَاسِيَ، وَهِيَ ثَوَابِت الْجِبَال {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} أَنْ لا تَمِيدَ بِكُمْ . يَقُول: أَنْ لا تَضْطَرِب بِكُمْ , وَلا تَتَحَرَّك يَمْنَة وَلا يَسْرَة , وَلَكِنْ تَسْتَقِرّ بِكُمْ.

ـ تفسير القرطبي: عَنْ أَنَس بْن مَالِك عَنْ النَّبِيّ قَالَ : "لَمَّا خَلَقَ اللَّه الأَرْض جَعَلَتْ تَمِيد فَخَلَقَ الْجِبَال فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا فَاسْتَقَرَّتْ فَعَجِبَتْ الْمَلائِكَة مِنْ شِدَّة الْجِبَال"

~ تساؤلي هو: هل هذا يتفق مع العلم؟ ألا تدور الأرض حول نفسها مرة كل 24 ساعة، فيحدث الليل والنهار؟ وألا تدور حول الشمس مرة في السنة فيحدث الفصول الأربعة؟

~ إن كانت الجبال هي التي تثبت الأرض حتى لا تميد وتضطرب فماذا بعد تفجير الجبال في كل مكان في العالم مثل تفجير الجبال لإنشاء السد العالي، ولعمل أنفاق في جبال الألب، وتمهيد الطرق عبر القارات، فلماذا لم نمد الأرض وتضطرب؟!

الجنــين

يقول المسلمون أن القرآن هو أول من تكلم عن أطوار الجنين في بطن أمه. فهل هذا صحيح؟

الواقع أن لي عدة نقاط بهذا الخصوص:

ما قاله الدكتور زغلول النجار في كتابه "من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم" (ج ص 33): [ كل نبي وكل رسول قد أوتي من الكرامات ومن المعجزات ما يشهد له بالنبوة أو بالرسالة، وكانت تلك المعجزات مما تميز فيه أهل عصره. فسيدنا موسى في زمن كان السحر. وسيدنا عيسى في زمن كان الطب. وسيدنا محمد جاء في زمن كانت المزية الرئيسية لأهل الجزيزة العربية فيه هي الفصاحة والبلاغة وحسن البيان. فجاء القرآن يتحدى العرب ـ وهم في هذه القمة من الفصاحة والبلاغة وحسن البيان ـ أن يأتوا بقرآن مثله...]

وبهذا نفى الدكتور النجار صفة الإعجاز العلمي للقرآن لأن عصر محمد لم تكن مزيته العلم. فكيف يتكلم بعد ذلك عن الإعجاز العلمي للقرآن؟!

وإليك بعض المقتطفات مما جاء في مجلة روز اليوسف عدد (3900 بتاريخ 14/3/2003) عن معجزات زغلول النجار في ميزان المنهج العلمي بقلم الأستاذ صلاح حافظ، الذي كتب فيه: إن هناك محاولات كثيرة تقصد أن تلوي عنق الحقائق بصورة تعسفية تجافي المنهج العلمي.. من أجل إبهار العامة وغير المتخصصين. ومن العجب أن يطالعنا الدكتور زغلول النجار في مقاله الأسبوعي بالأهرام يناقش نفس الموضوعات ويطرح نفس النقاط التي أثيرت من قبل. وعندنا أن الدكتور النجار يظن أنه قد يبهر القراء من جديد أو أن أقواله تلك سوف تمر بغير مراجعة متخصصة وموضوعية لهذه الإدعاءات التي تضر ضررا بليغا بالدين والعلم على حد سواء.

هذا عن بطلان إدعاءات الإعجاز العلمي للقرآن
هل أتى القرآن بجديد عن أطوار الجنين في بطن أمه؟

يقول القرآن عن أطوار الجنين في:
ـ سورة المؤمنون23: 12 ـ 14 "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة (المني أي الحيوان المنوي) في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة (قطعة الدم التي يتكون منها الجنين) فخلقنا العلقة مضغة (قطعة من اللحم) فخلقنا المضغة عظما فكسون العظم لحما ثم أنشأناه خلقا آخر"

الواقع يا عزيزي أن القرآن ليس أول من ذكر أطوار خلقة الإنسان، وإليك الحقيقة:

أولا: من الكتاب المقدس
ـ في سفر أيوب 10: 8ـ12 "يداك كونتاني وصنعتاني كلي.. إنك جبلتني كالطين.. ألم تَصُبَّني كاللبن [السائل المنوي]، وخثرتني كالجبن [أي صار كياني مثل قطعة الجبن]، كسوتني جلدا ولحما، فنسجتني بعظام وعصب، منحتني حياة ورحمة، وحفظت عنايتك روحي".

كُتِبَ سفر أيوب حوالي سنة [2000] ألفين قبل الميلاد (أي قبل الإسلام بما يزيد عن 2600 سنة)

ـ وفي مزمور139: 13ـ16 " نسجتني في بطن أمي، أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المدهش، لم تختفِ عنك عظامي حينما صنعتُ في الرحم، أبدعتني هناك في الخفاء رأتني عيناك عَلَقَةً وجنينا وقبل أن تخلق أعضائي كُتِبَتْ في سفرك يوم تصورتها"

كُتِبَت المزامير حوالي سنة 500 قبل الميلاد (أي قبل الإسلام بما يزيد عن 1100 سنة)

ثانيا: من علم الطب
ـ تقول الموسوعة العربية الميسرة ص 1149و1150: "تشير الآثار على نشوء علم الطب لدى السومريين والبابليين (قبل الميلاد بقرون كثيرة). وقد أحرزت المدنيات القديمة في الصين، والهند، ومصر، وفارس درجات متفاوتة في التقدم في المعلومات التشريحية... كما وجدت بردية بالفيوم تحتوي على معلومات في الطب التشريحي، وفيها جزء خاص بأمراض النساء والحمل... يرجع تاريخها إلى حوالي سنة 1800 ق.م (أي ما يزيد عن 2400 سنة قبل الإسلام) وتحتوى على وصف لأجزاء الجسم. وقد ساهم العرب على وجه ملحوظ في علم الطب... فترجموا الكتب المصرية واليونانية القديمة ... في الطب"

~ ألا ترى معي أن الإسلام لم يأت بجديد، بل أخذ عن الكتاب المقدس ما قاله قبل القرآن بما يزيد عن ثمانية آلاف سنة؟!

ثالثا: الشاعر الجاهلي
وحتى لا نبتعد بعيدا فهوذا (السموءل بن غريض بن عادياء وهو شاعر يهودي توفى سنة 560م أي 62 سنة قبل الهجرة) (الموسوعة العربية الميسرة ص 1016) يرينا المصدر الذي استقى منه محمد هذه الكلمات التي يدعون أنها إعجاز وها هي في الشعر الجاهلي قبل الهجرة بـ 62 سنة إذ يقول بالحرف الواحد:

نطفة ماء مُنِيَتْ يوم مُنِيِتُ// أُمِرَت أَمْرُها وفيها بُرِيتْ
كَنَّها الله في مكان خفي// وخفي مكانها لو خفيت

~ فأين إذن الإعجاز في القرآن وهو يتكلم عن أمور كانت معروفة من قبله، وأخذها من الشعر الجاهلي!

هل تتماشى أطوار الجنين المذكورة في القرآن مع منطق علم الطب؟

الواقع أن الأطوار التي تكلم عنها القرآن لا تتفق إطلاقا مع ما يقوله الطب:

يقول القرآن أن الجنين يتكون من مني الرجل، والحقيقة العلمية أنه يتكون من مني الرجل وبويضة الأنثى، فلم يذكر القرآن شيئا عن ذلك. فنظرة القرآن هنا غير كاملة. فكيف يكون إعجازا وهو لم يذكر نصف الحقيقة.

~ من قديم الزمن معروف أن المني عامل من عوامل تكوين الجنين، وقد جاء بسفر التكوين قبل الإسلام بآلاف السنين أن رجلا يدعى أونان كان يفسد منيه على الأرض ليتجنب الإنجاب (تك 38: 9) فما الإعجاز الذي أتى به القرآن؟؟

هذه المراحل و الأطوار وصفها العلماء الأجنة أثناء دراستهم لعلم الجنين، عمليا ليس لها أي حدود واضحة. فالتبدلات التي تحدث عند الجنين لتنقله من مرحلة اللقاح الى مرحلة الوليد هي تغيرات متواصلة إذ ينمو الجنين من خليتين لأربع لثمان لـ 16 و هكذا دواليك.
أما ما يخص تشبيه الجنين بالعلق، فمنذ العصر الحجري والقابلات تعرفن أن الجنين ينمو بكيس مائي، وهو "يعلق" بأمه بواسطة الحبل السري الذي يحتوي على الدم
فما هو الإعجاز في ذلك؟

وصف الجنين بالمضغة أي تشبيهه بالطين الممضوغ فهذا لا يدخل بالعقل، ولم يعثر العلماء على صور للأجنة بهذا الشكل.

سؤال خطير يثيره علماء الأجنة قائلين: أيهما أول العظام أم اللحم؟

يقول القرآن "كسونا العظام لحما" لا يوجد جنين إنساني أو حيواني مؤلف فقط من العظام التي لم يغطيها اللحم بعد. وهل رأيتم في تاريخ البشرية أن إمرأة أجهضت فنزل منها هيكل عظمى بدون لحم، قبل أن يكسى به في رحمها؟؟

الحقيقة العلمية التي يؤكدها علماء الأجنة أن جميع أعضاء الجنين تنشأ بشكل متزامن و متوازن من خلايا الأم التي ستعطي فيما بعد العظم و اللحم، وتنشأ مجموعات من الخلايا بعضها سيعطي العضلات و بعضها تتحول الى نسيج غضروفي رخو يحدث به فيما بعد ظاهرة الـ " التعظّم " بشكل بؤر متفرقة تتصل ببعضها و تعطي العظام.

هل للشيخ العالم الدكتور زغلول النجار -الذي يدّعي الإعجاز في القرآن- رد على ذلك؟ يسعدنا أن نسمع منه إيضاحا علميا دقيقا!

الأخطاء التاريخية في القرآن

هل هناك اتفاق بين الكتاب المقدس والقرآن من جهة تاريخ الأحداث التي وردت في كل منهما؟ ومدى مطابقتها على ما يقوله علما التاريخ والآثار؟

أولا: العذراء مريم


يقول القرآن:
ـ في سورة التحريم66: 12 " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"
ـ وفي (سورة مريم19: 27و28) " فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا، يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيَّا"

فالقرآن يذكر أن مريم أم المسيح هي بنت عمران وأخت هارون أخ موسى، والكتاب المقدس وسجلات التاريخ توضح أن مريم أم المسيح أبوها يدعى هالي وليس لها إخوة بهذه الأسماء.

والواقع أن عمرام والد هرون كان له بنت تدعى مريم فعلا ولكنها لم تكن أم المسيح بل كانت نبية كما جا في (سفر الخروج15: 20 وسفر أخبار الأيام الأول 6: 3) وذلك سنة 1500 ق.م ومريم ابنة عمرام هذه تزوجت من رجل يدعى حور وأنجبت ناداب وأبيهو.

~ فكيف يخلط القرآن بينها وبين مريم العذراء أم المسيح، علما بأنه كان بينهما ما يقرب من 1500 سنة؟

ثانيا: ولادة مريم للمسيح

ـ جاء في سورة مريم 19: 22ـ26 "فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيَّا فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أََّلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا"

ـ وجاء في (بشارة لوقا2: 1ـ 7) "وفي تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة، .. فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد إلى مدينته، فصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته .. وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد، فولدت ابنها وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل"

يلاحظ أن هناك فرق كبير بين الروايتين، فما هو السبب؟

الواقع أن القرآن مزج بين مريم العذراء وبين هاجر أم إسماعيل. اقرأ قصتها في الكتاب المقدس (سفر التكوين16و21):
هاجر هي التي ذهبت إلى البرية، وهي التي فتح الله عينيها فأبصرت بئر ماء.
أما العذراء فولدت في بيت لحم والتاريخ يشهد لذلك فها هي مدينة بيت لحم بمذودها في فلسطين إلى اليوم تشهد أنها مهد المسيح.

~ ثم لي أيضا عدة تساؤل: كيف لإنسانة في حالة الوضع أن تهز جزع نخلة؟!
يجوز أن الله أعطاها القوة لتهزها. ولكن كيف أن الله الذي جعل تحتها نهرا [سريا] دون أن يعطيها القوة لتحفره، لم يجعل الشجرة تسقط رطبها أو الملاك يفعل ذلك ويرحم ضعف جسدها؟

~ كيف يقول لها المسيح من تحتها: كلي واشربي وقري عينا ثم يقول لها: إذا رأيت بشرا فقولي: إني نذرت للرحمن صوما. فهل يشجعها الله عل الكذب؟ أم ماذا؟ ألم تذكر الآية أنها كانت تتكلم وقَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيَّا"؟
ربما تقول أن المقصود هو الصوم عن الكلام فقط. ولكني لا أراه صحيحاً. فالصوم لم يرد في أية شريعة بهذا المعنى. وعلاوة على ذلك فقد كانت العذراء تتكلم فعلا وقَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيَّا". فماذا يعني ذلك؟

ثالثا: بخصوص هامان وزير فرعون

ـ جاء في (سورة القصص 28: 8و38): "إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ... وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمََلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ من الكاذبين"

2ـ ولكن في (سفر أستير بالكتاب المقدس إصحاح3:1) أن هامان كان وزيرا لأحشويريش ملك فارس (ويعرف في التاريخ بالملك زركسيس) الذي ملك سنة 486 ق.م.

إسم هامان مأخوذ من إسم إله العيلاميين "هامان". أما فرعون موسى فكان في سنة 1490 ق.م أي قبل هامان الفارسي بحواي 1000 سنة.

~ والتساؤل الذي يفرض نفسه كيف يخطئ الوحي في حقائق تاريخية ثابتة من علم تاريخ الشعوب؟
لا يمكن أن يكون ذلك تشابه أسماء للأسباب التالية:
ـ لفظة هامان غريبة كل الغرابة على بنية الألفاظ الفرعونية. فكل لغة لها أصولها ومشتقاتها.
ـ وكلمة هامان هي كلمة فارسية، وهي إسم إله فارسي. فكيف يطلق إسم إله فارسي على وزير مصري؟ في الوقت الذي نرى فيه الأسماء الشهيرة في الحكم أو الكهنوت في مصر القديمة تنتسب إلى الآلهة الفرعونية مثل أمون حتب، أتون رع ... إلخ

رابعا: بخصوص السامري وصنع العجل الذهبي

ـ جاء في (سورة طه20: 85ـ88) "قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ موعدي، قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ"

موسى النبي عاش سنة 1500 ق.م
وهذا السامري الذي صنع العجل المفروض أنه من السامرة، والسامرة مدينة في إسرائيل بنيت بعد زمن موسى بحوالي سبعة قرون حيث بنيت سنة 880 ق.م ولم يكن هناك شعب يسمى بالسامريين قبل بناء هذه المدينة.

~ فكيف وجد هذا السامرى في زمن موسى كما يقول القرآن؟؟

خامسا: بخصوص فرعون وغرقه

ـ جاء في سورة القصص28: 38ـ40 "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمََلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي َلأظُنُّهُ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي اْلأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا َلا يُرْجَعُونَ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ"

ـ وجاء في (سورة يونس10: 90ـ92) "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِّلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ الآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ"

يلاحظ أنه بحسب سورة القصص فرعون غرق وكانت له عاقبة الظالمين، ولكن بحسب سورة يونس يلاحظ أن فرعون أنقذ من الغرق!! فما هذا التناقض؟!

الثابت بحسب تاريخ الكتاب المقدس في (مز136: 15) "ودفع فرعون وقوته في بحر سوف" وفي (سفر الخروج 14: 28) "لم يبق منهم ولا واحد"

أي أن الجميع ماتوا !

الأخطاء الحسابية في القرآن

قد أكون أساعد البعض في معرفة ما يجول من تساؤلات في عقول الناس عامة الذين أنا واحد منهم، وعقول الشباب المسلم المتفتح خاصة الذين ما عاد يرضيهم القول: "لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسيؤكم" الكل اليوم متفتح ويتمتع بحرية التفكير والتعبير وتقرير المصير.

سؤالي اليوم هو عن الاختلاف الكبيرة في القرآن يتعلق بالحساب.

أولا: اختلاف بين سورتين بخصوص يوم القيامة:

1ـ (سورة السجدة 32: 5) "ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ".

2ـ والآية الأخرى في (سورة المعارج 70: 4) "في يوم كان مقداره خمسون ألف سنة"

ـ تفسير القرطبي: "فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْف سَنَة" (سورة السجدة32: 5) هُوَ يَوْم الْقِيَامَة

ـ وقوله في (سورة الْمَعَارِج: 4) " في يوم كان مقداره خمسون ألف سنة" هُوَ إِشَارَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة أيضا.

ـ وأضاف القرطبي قائلا: أما قوله في (سورة المعارج 70: 4) "فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة" فَمُشْكِل مَعَ الْآيَة السجدة 32: 5) "فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ"

ـ وأضاف القرطبي في كتاب تفسيره قائلا: "سَأَلَ عَبْد اللَّه بْن فَيْرُوز الدَّيْلَمِيّ عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس عَنْ هَذِهِ الآيَة وَعَنْ قَوْله : " فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْف سَنَة " فَقَالَ : أَيَّام سَمَّاهَا سُبْحَانه , وَمَا أَدْرِي مَا هِيَ ؟ فَأَكْرَه أَنْ أَقُول فِيهَا مَا َلا أَعْلَم.
7ـ وتابع حديثه قائلا: ثُمَّ سُئِلَ عَنْهَا سَعِيد بْن الْمُسَيِّب فَقَالَ : َلا أَدْرِي . فَأَخْبَرْته بِقَوْلِ اِبْن عَبَّاس فَقَالَ اِبْن الْمُسَيِّب لِلسَّائِلِ : هَذَا اِبْن عَبَّاس اِتَّقَى أَنْ يَقُول فِيهَا وَهُوَ أَعْلَمُ مِنِّي.

~ فما رأي علماء الإسلام؟؟

~ حقيقة هناك الكثير من الأخطاء في القرآن، ولا أدري إن كان المسلم العادي الذي يقرأ قرآنه يقف عندها، أم يمررها مرور الكرام؟

~ والواقع أنا أوجه دعوتي لكل مسلم أن يدرس قرآنه دراسة مدققة، ويقف عند كل كلمة حتى يتعرف على إيمانه ومصيره الأبدي، وإذا صعب عليه فهم أي شيء فليدرس التفاسير المختلفة، ويسأل علماء المسلمين ليشرحوا له حتى يتعرف على الحق، لأنه يترتب عليه مصيرك الأبدي.

ثانيا: الاختلاف الكبير بين آيات بخصوص عدد أيام الخلقة:

1ـ جاء في سبع سور من القرآن وهي: (سور الأعراف54، وهود7، والفرقان59، والسجدة4، وق 38، والحديد 4، وسورة يونس 10: 3) "إن ربكم ... خلق السموات والأرض في ستة أيام"

2ـ بينما جاء في (سورة فُصِّلت41: 9 ـ12) أن أيام الخلقة ثمانية أيام. " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ اْلأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ... وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ... ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِْلأرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ... فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ .."

ـ يعلق على ذلك الإمام النسفي (في تفسيره ج4 ص130) قائلاً: "خلق الله الأرض في يومين، ثم قال وقدر فيها أوقاتها في 4 أيام، ثم قال فقضاهن سبع سماوات في يومين، فيكون خلاف قوله: "في ستة أيام في (سورة الأعراف وغيرها)

~ فما رأي العلماء في ذلك؟

الأخطاء النحوية في القرآن

نأتي إلى موضوع آخر إذ يقال "إن القرآن هو أساس البلاغة بما يمتاز به من إعجاز لغوي"

ولكني أريد أن أسأل صاحب هذا الإدعاء ليجيبنا إن كان من علماء القرآن، ويسعدنا أيضا أن يوضح لنا علماء المسلمين الإجابة السليمة لما نطرحه من أسئلة، وليس لنا أي هدف آخر سوى معرفة الحق والحقيقة.

ـ فبخصوص إعجاز القرآن اللغوي قال الدكتور زغلول النجار في كتابه "من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم" (الجزء الأول ص 33): [ كل نبي وكل رسول قد أوتي من الكرامات ومن المعجزات ما يشهد له بالنبوة أو بالرسالة، وكانت تلك المعجزات مما تميز فيه أهل عصره. وتكلم عن موسى في زمن السحر، والمسيح في زمن الطب وقال عن محمد: " وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء في زمن كانت المزية الرئيسية لأهل الجزيرة العربية فيه هي الفصاحة والبلاغة وحسن البيان]

~ ونحن نتساءل:

أولاً:
كلنا قد تعلمنا في المدارس منذ المرحلة الابتدائية قاعدة "إسم إن" التي تقول: إنَّ وأخواتها تنصب المبتدأ وترفع الخبر، فنقول مثلا: "إن هذين لتلميذان" فجاءت لفظة "هذين" منصوبة لأنها إسم إن.

~ فكيف يأتي إسم إن في القرآن مرفوعا وليس منصوبا؟ كما في (سورة طه 20: 63) "إن هذان لساحران"؟

وحتى لا تظن يا عزيزي القارئ أننا نفسر القرآن كما يحلو لنا، الأمر الذي لا نسمح به لأنفسنا فللقرآن علماؤه ومفسروه، لهذا رجعنا إلى تفاسيرهم على الإنترنيت وفي الكتب التي بين أيادينا. وإليك ما قاله علماء التفسير من المسلمين بخصوص إعراب هذه الآية القرآنية:

تفسير القرطبي:
ـ قال: قَرَأَ أَبُو عَمْرو" إِنَّ هَذَيْنِ لَسَاحِرَانِ"، وَرُوِيَتْ عَنْ عُثْمَان وَعَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَغَيْرهمَا مِنْ الصَّحَابَة. وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْحَسَن وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَإِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ وَغَيْرهمْ مِنْ التَّابِعِينَ. وَمِنْ الْقُرَّاء [الذين قرأوها هكذا: عِيسَى بْن عُمَر وَعَاصِم الْجَحْدَرِيّ.
ـ وأضاف القرطبي في تفسيره قائلا: َهَذِهِ الْقِرَاءَة مُوَافِقَة لِلْإِعْرَابِ وإن كانت مُخَالِفَة لِلْمُصْحَفِ.

هذه أمانة وشجاعة من القرطبي، إذ يقول: مُوَافِقَة لِلإِعْرَابِ وإن كانت مُخَالِفَة لِلْمُصْحَفِ.

وهذا يذكرني بمقال للمستشار محمد العشماوي في روز اليوسف بتاريخ 22/ 8/ 2003م يقول عنوان المقال: المسلمون لا يحتملون اليوم ما قالوه منذ ألف عام"

ثانيا:
الإجابة: نعم، ففي (سورة المائدة 5: 69) "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون.."

~ المفروض أن تكون و"الصابئين" لأنها معطوفة على إسم إنَّ، فيجب أن تنصب، فقد جاءت منصوبة في:
ـ سورة البقرة2: 62 " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين .."
ـ وفي سورة الحج22: 17 " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين .."

~ فكيف يفسر هذا التناقض في الإعراب؟ تأتي في سورة واحدة مرفوعة، وفي سورتين منصوبة. أرجو منك أن تسأل شيوخ المسلمين لتوضيح هذا الأمر توضيحا منطقيا مقبولا، هذا إن وجدت إجابة!

ثالثا:
ـ في سورة النساء 162: "لكنْ الراسخون في العلم منهم. والمؤمنون ... والمقيمين الصلاة، والمؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله ... أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما"

~ المفروض ان تكون المقيمون الصلاة لأنها معطوفة على مرفوع. ولنصغي لما قاله الطبري:

1) يقول الطبري: اِخْتَلَفَ قَائِلُو ذَلِكَ فِي سَبَب مُخَالَفَة إِعْرَابها:
ـ َقَالَ بَعْضهمْ : ذَلِكَ غَلَط مِنْ الْكَاتِب، والصواب هُوَ : ... وَالْمُقِيمُونَ الصََّلاة.
ـ وأضاف الطبري: عَنْ الزُّبَيْر قَالَ : قُلْت لأَبَان بْن عُثْمَان بْن عَفَّان: مَا شَأْنهَا كُتِبَتْ { لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم مِنْهُمْ.. وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاة } ؟ قَالَ: إِنَّ الْكَاتِب لَمَّا كَتَبَ { لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْم مِنْهُمْ } حَتَّى إِذَا بَلَغَ هذه الكلمة قَالَ: مَاذا أَكْتُب؟ قِيلَ لَهُ اُكْتُبْ { وَالْمُقِيمِينَ الصََّلاة } فَكَتَبَ مَا قِيلَ لَهُ.
ـ وأكمل الطبري حديثه: عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة, عَنْ أَبِيهِ, أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَة عَنْ قَوْله: {وَالْمُقِيمِينَ الصََّلاة }, وَعَنْ قَوْله: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَاَلَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ } وَعَنْ قَوْله : { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ } فَقَالَتْ : يَا اِبْن أُخْتِي هَذَا عَمَل الْكِتَّاب أَخْطَئُوا فِي الْكِتَاب.

2) وهذا عين ما ذكره الساجستاني (في كتابه المصاحف ص 34)

~ ولهذا يتساءل كثير من الباحثين عن مدلول أخطاء الكتَّاب؟ أين إذن آية "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون؟؟؟؟ ويتجرأون في التساؤل: هل القرآن إذن منزَّل من عند الله؟ وأنا أرد على هذه التساؤلات التي تتعدى الخطوط الحمراء وأقول دعوا فرصة لعلماء القرآن أن يقولوا كلمتهم، وإن لم يردوا بالردود المقنعة فمن حقكم أن تعترضوا معبرين عن رأيكم الذي كفله لكم القانون والعرف والدين. وكما يقولون إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

رابعا:
الواقع أنني أفضل أن أذكر الأمثلة التي يدركها القارئ العادي، تاركاً الأخطاء النحوية العويصة لأناقشها مع المتخصصين. من تلك الأخطاء:

1) نصب الفاعل: فتلاميذ الإبتدائي يعرفون جيداً أن الفاعل دائما مرفوع ولكننا نجد الفاعل يأتي منصوبا في سورة البقرة 2: 124 "لا ينال عهدي الظالمين"
فالإعراب الصحيح: الظالمون لأنها فاعل، مرفوع. بمعنى "لا ينال الظالمون عهدي"

ـ لذلك قال الإمام الطبري في تفسيره الشهير: أنها جاءت في مصحف ابْن مَسْعُود: { لا يَنَال عَهْدِي الظَّالِمُونَ]

~ فكيف تكتب في المصحف خطأَ؟؟ إنه تساؤل يفرض نفسه على الساحة.

خامسا:
هناك أيضا تساؤل بخصوص ورود إسم ليس منصوبا في: سورة البقرة2: 177 "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ"

الصواب: ليس البرُّ. لأن ليس من أخوات كان ترفع المبتدأ وتنصب الخبر.

ـ فقد جاء ت في [سورة الْبَقَرَة : 189 ] " وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا"

قال القرطبي:
ـ قَرَأَ حَمْزَة وَحَفْص "الْبِرَّ" بِالنَّصْبِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ " الْبِرُّ" بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ اِسْم لَيْسَ.

ـ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مُصْحَف أَُبِيِّ " لَيْسَ الْبِرّ بِأَنْ تُوَلُّوا" وَكَذَلِكَ فِي مُصْحَف اِبْن مَسْعُود أَيْضًا، وَعَلَيْهِ أَكْثَر الْقُرَّاء.

~ إذا كان هذا هو رأي أكثر القراء أن تكون مرفوعة، فلماذا تأتي في القرآن منصوبة في هذه الآية بالذات؟ فماذا يقول علماء الإسلام المعاصرين؟

سادسا:
نفس الشيء تكرر (نصب إسم كان) كما جاء في: سورة الرُّوم 30 : 10 " ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَ أَنْ كَذَّبُوا "

المفروض أن تكون عاقبةُ مرفوعة لأنها إسم كان.

ـ قال القرطبي: َقَرَأَ نَافِع، وَابْن كَثِير، وَأَبُو عَمْرو " ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةُ" بِالرَّفْعِ ويوضح القرطبي نفسه السبب إذ يقول: لأنها اِسْم كَانَ.

~ إذن لماذا تأتي في المصحف منصوبة؟؟؟؟

توجد أمثلة كثيرة جداً ما يزيد عن 275 خطأ ولكني أكتفي بالإشارة إلى بعض الأمثلة دون شرح وأترك اكتشاف الباقي لفطنة القارئ في قراءته للقرآن بعين فاحصة.

1ـ (سورة الْجَاثِيَة45 : 25) " مَا كَانَ حُجَّتَهمْ إَِّلا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"

المفروض أن تكون "ما كان حجتُهم" لأنها إسم كان واسم كان لابد وأن يكون مرفوعا.

2ـ (سورة الْحَشْر59 : 17) " فَكَانَ عَاقِبَتَهمَا أَنَّهُمَا فِي النَّار خالديْن فيها"

المفروض أن تكون: "عاقبتُهما" مرفوعة إسم كان، والكلمة الثانية: "خالدان" خبر أنهما.

3ـ (سورة الأعراف 7: 160) "إن رحمت الله قريبٌ من المحسنين"، ومثلها في (سورة الشورى 42: 17) "".. لعل الساعةَ قريبٌ"

والمفروض أن تكون "رحمة الله قريبة"، "والساعة قريبة" لأن قواعد اللغة تقول: أن الخبر يتبع المبتدأ تذكيرا وتأنيثا.

الخميس، 17 أبريل 2008

تعدد المصاحف واختلافها

أعلم أنك الآن تتساءل ماذا تعني بتعدد المصاحف، وقد تقول: ليس لدينا نحن المسلمين سوى مصحف واحد، فمن أين أتيت بأنه كان هناك عدد كبير من المصاحف، فهل تقصد أنها نسخٌ من هذا المصحف الواحد؟

الواقع أن التعتيم الذي فرضه القائمون على شؤون الدين الإسلامي أخفى الكثير من الحقائق التي كان ينبغي أن يعرفها كل مسلم عن دينه. أما بخصوص المصاحف المتعددة والمختلفة فقد جاء "بموجز دائرة المعارف الإسلامية" (ج26 ص 8175)

ـ "كان النص القرآني الذي اعتمده عثمان بن عفان رضي الله عنه مجرد نص واحد بين نصوص أخرى وجدت خلال القرون الأربعة الأول للهجرة ... "

ـ وأضافت: "وثمة مصاحف أخرى ارتبطت بعدد من الصحابة يقال أنها انتعشت في الكوفة والبصرة والشام".

وأنقل لك ما ذكرته عن المراجع المختلف التي وضحت بالتفصيل عن اختلاف المصاحف" فتقول في (ج26 ص 8176): "تتحدث المصادر عن قراءات مختلفة بل وتتحدث عن اختلاف المصاحف فقد عدَّ ابن النديم عناوين أحد عشر عملا في هذا المجال وهو إختلاف المصاحف، منها:

1ـ اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق لابن عامر اليحصبي [المتوفي 118هـ / 736م]

2ـ وكتاب اختلاف مصاحف أهل المدينة والكوفة وأهل البصرة للكسائي [توفى 189 هـ / 805م]

3ـ وكتاب اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف لأبي زكريا الفراء [توفى 207 هـ / 822م]

4ـ وكتاب اختلاف المصاحف وجامع القراءات للمدائني [توفى 231 هـ / 845م]

5ـ7 بالإضافة إلى ثلاثة كتب تحمل جميعا عنوان: المصاحف لابن أبي داود السجستاني [المتوفي 316 هـ /928م]

8ـ وابن الأنباري [المتوفي 328 هـ / 939م]

9ـ وابن أشته الأصفهاني [المتوفي 360 هـ / 970م]

10ـ والمختصر الذي ألفه ابن خالويه [المتوفي 370 هـ / 979م]

11ـ والمحتسب لابن جني [المتوفي 392 هـ / 1002م]

ماذا قالت هذه المراجع عن الاختلافات بين المصاحف؟

إليك ما جاء في موجز دائرة المعارف الإسلامية (ج26 ص 8176):

"إن الكتاب الموجز ـ المسمى ـ [المصاحف] ... الذي ألفه ابن أبي داود المحدث الشهير [أي أبو داود أحد جامعي كتب الحديث النبوي الستة الصحاح ـ وهو الساجستاني] ... فيضم: بضعة آلاف اختلاف (البضع: من الثلاثة إلى التسعة [قاموس المعجم الوسيط ج 1 ص 60]) جمعها المؤلف من أكثر من ثلاثين مصدرا".
وتضيف دائرة المعارف الإسلامية (ج26 ص 8180) إختلافات أكثر في نسخ أخرى إذ تقول: "... هناك اختلافات أخرى في القراءات منسوبة لعدد من مسلمي الجيل الثاني كالأسود بن يزيد وعلقمة وحطان .. وغيرهم .."
وتقول أيضا "نسبت اختلافات أكثر لمصاحف أخرى ثانوية وكانت أكثر من الاختلافات المنسوبة للمصاحف الأساسية .."
وتفيد التعليقات التي أوردها الطبري [المتوفي 311 هـ / 923م] عن الاختلافات في (الآية 106 في سورة المؤمنون) "قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين" إن النص القرآني لم يكن ثابتاً على أيامه.

وقد ذكرت دائرة المعارف الإسلامية التفصيل عن هذه الاختلافات، فقد جاء في (ج26 ص 8177):

معظم ما تردده المصادر متعلق بالاختلافات ... بين:

1ـ مصحف ابن مسعود الذي كان شائعاً في الكوفة.

2ـ ومصحف أُبيِّ الذي كان شائعاً في الشام.

3ـ ومصحف أبي موسى الذي كان شائعا في البصرة.

وذكرت أن هذه القراءات أو المصاحف بدأت بالفعل زمن النبي:

1ـ فعبد الله بن مسعود [توفى سنة 33 هـ /653م] الذي كان رفيقاً لرسول الله في حله وترحاله والذي كان من أوائل من فسروا القرآن، يقال أنه سمع سبعين سورة مباشرة من النبي، وكان من أوائل من دخلوا في الإسلام، ومن العشرة المبشرين بالجنة، وكان من كتاب الوحي، وكان إماماً في الفقه والحديث ... وقد رفض عبد الله ين مسعود تنفيذ أوامر عثمان بن عفان رضي الله عنه بإتلاف مصحفه.

2ـ أما أبيُّ بن كعب [المتوفي 18 هـ / 639م أو 29 هـ / 649م) فقد ... بايع رسول الله، وشهد بدراً والغزوات كلها .. وأصبح من كتاب الوحي، وكان أحد فقهاء الصحابة ... وكان يفتي في عهد الرسول ... واشترك في جمع القرآن على عهد الرسول ... وكان مصحف أُبيَّ في بعض الأحيان يذكر بدلاً من مصحف حفصة.

3ـ أما أبو موسى عبد الله الأشعري [توفى سنة 42 هـ / 662م] كان يمنياُ .. وكان مصحفه مقبولاً في البصرة ... وطلب من أتباعه عند وصول مندوب عثمان بن عفان حاملاً منه النسخة المعتمدة من القرآن، ألا يحذفوا من مصحفه شيئاً (أي من مصحف أبي موسى) حتى لو لم يجدوه في مصحف عثمان، أما ما يجدوه في مصحف عثمان ولم يجدوه في مصحفه (مصحف أبي موسى) فليضيفوه. لذا ... كان مصحف أبي موسى الأشعري ضخماً وأنه يحتوي على السورتين الزائدتين في مصحف أبيِّ، بالإضافة لآيات أخرى غير موجودة في المصاحف الأخرى.

كم عدد المصاحف التي كانت موجودة؟

إليك ما ذكرته في (ج26 ص 8179)

بالإضافة لهذه المصاحف الثلاثة التي كتبها:
1ـ عبد الله بن مسعود
2ـ أبيُّ بن كعب
3ـ أبو موسى عبد الله الأشعري

هناك مصاحف منسوبة إلى إثنى عشر صحابياً:
4ـ الخليفة الثاني عمر بن الخطاب
5ـ والخليفة الرابع علي بن أبي طالب،
6ـ وثلاثة منها لزوجات النبي: حفصة بنت عمر،
7ـ وعائشة بنت أبي بكر،
8ـ وأم سلمة،
9ـ وأربعة منها تختلف..أهل المدينة المنورة: زيد بن ثابت
10ـ وعبد الله بن عباس،
11ـ وأنس بن مالك،
12ـ وعبد الله بن الزبير،
13ـ بالإضافة إلى ثلاثة أخرى لكل من: سالم مولى أبي حذيفة،
14ـ وعبد الله ابن عمرو بن العاص.
15ـ مصحف عبيد بن عمير الليثي

وقد أضاف أبو داود السجستاني في كتابه (المصحف ص 50ـ 91)
16ـ مصحف عطاء بن أبي رباح.
17ـ مصحف عكرمة.
18ـ مصحف مجاهد
19ـ مصحف سعيد بن جبير
20ـ مصحف الأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس النخعيين.
21ـ مصحف محمد بن أبي موسى شامي
22ـ مصحف حطان بن عبد الله الرقاشي البصري
23ـ مصحف صالح بن كيسان
24ـ مصحف طلحة بن مصرف الأيامي
25ـ مصحف سليمان بن مهران الأعمش

وقد أضاف أيضا أبو داود السجستاني في كتابه (المصاحف ص 5) إثنين آخرين من الصحابة:
26ـ مصحف أبو زيد
27ـ ومصحف معاز بن جبل

هذا بالإضافى إلى:
28ـ السور التي دونت في عهد محمد على الرقوق والجلد والعظم ...
29ـ مصحف أبو بكر الصديق (الذي جمعه له يزيد بن ثابت)
30ـ مصحف عثمان بن عفان (المصحف الإمام)
31ـ مصحف الحجاج بن يوسف الثقفي (بالعراق)

فيكون مجموع المصاحف المختلفة بعضها عن بعض (31) مصحفاً.

أين ذهبت كل هذه المصاحف؟

تقول الموسوعة العربية الميسرة نشر دار القلم المصرية (ص 1187) "... قام عثمان بن عفان بإحراق المصاحف كلها ما عدا المصحف الذي أمر بتعميمه"

~ هل تعلم ذلك يا أخي المسلم ويا أختي المسلمة ؟ أم أنكم تتساءلون لماذا تحرق بقية المصاحف وقد كتبها صحابة موثوق بهم؟

~ ألا يشكك هذا في مصداقية المصحف؟

~ كيف يبني المسلم إيمانه في دين على غير يقينية مصادره، وبالأخص المرجع الرئيسي للدين وهو المصحف؟

هذه كلها تساؤلات تفرض نفسها على عقولنا، لذلك أرجو منك أن تبحث بنفسك عن الحقيقة

ماذا عن اختلافات النص القرآني نفسه؟

جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج26 ص 8186 ع 1و2) تحت عنوان: (النص المعتمد والقراءات المعتمدة) ما يلي: "من الأفضل أن نتحدث عن النص القرآني المعروف بمصحف عثمان .. لقد كانت هناك اختلافات منذ البداية في نسخ عثمان [اختلافات إملائية، وهجائية]
وتضيف الدائرة: يوجد عدد من الاختلافات الإملائية في مصاحف عثمان بالمدينة المنورة ودمشق والبَصرة والكوفة ومكة كما وردت في (كتاب الُمْقنع لأبي عمرو الداني، وكتب أخرى)" (دائرة المعارف الإسلامية ج26 ص 8186 ع 1و2)

أمثلة لهذه الاختلافات بين هذه النسخ

في (دائرة المعارف الإسلامية ص8186و 8187) قالت: "على سبيل المثال:

* سورة آل عمران 184:
نسخة دمشق: "وبالزبر وبالكتاب"
النسخة العثمانية: "الزبر والكتاب" [بدون الباء]

* سورة غافر 21:
ـ نسخة دمشق: منكُم
ـ النسخة العثمانية: منهم

* سورة يس 35:
ـ نسخة الكوفة: عَمِلَتْ
ـ عَمِلَتْهُ [بإضافة الهاء]

* سورة غافر 26:
ـ نسخة الكوفة: أو أن
ـ النسخة العثمانية: وأن [بإلغاء أو]

ما هو سر هذه الاختلافات؟

ـ تقول الموسوعة عن ذلك في (ص 8187 العمود الثاني): "قد تكون عدم دقة الناسخين"

~ ونحن نقول أين الآية القرآنية "نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"؟

ـ وتضيف (دائرة المعارف الإسلامية) قائلة: "لقد كانت حروف الهجاء العربية بما اعتراها من القصور في ذلك الوقت هي التي استخدمت في كتابة نسخ القرآن الأولى مما أدى إلى ظهور اختلافات في القراءات وفي صلب النص"
وتستكمل الدائرة الإسلامية توضيح الأمر قائلة: "ففي خلال القرن الهجري الأول كانت العربية تكتب بما يمكن أن نسميه الحروف الناقصة، حيث كانت تستخدم الحروف الصامتة غير المتحركة [أي بدون تنقيط أو تشكيل]، كما كان الرسم الواحد يستخدم للدلالة عل صوتين [أي حرفين] فالرسم أو الحرف "د" كان ينطق "دالاً وذالاً"، والرسم "ح" كان ينطق حاء وخاء وجيماً، والرسم "ر" كان ينطق راء وزاياً، والرسم "ب" كان ينطق باء وتاء وثاء وياء، فلم يكن هناك إعجام [نقط] على الحروف العربية التي تميز بين أصوات الحروف ذات الرسم الواحد، وعلى القارئ أن يميز بين هذه الحروف وفقاً للسياق"

ألم تنشأ مشاكل بلغة القرآن بناء على ذلك؟

ـ تذكر موسوعة دائرة المعارف الإسلامية ذلك في (ص 8187و 8188) قائلة:
"وحتى في حالة الاتفاق على نطق الحروف الصامتة، فإن مشكلة أخرى تظل قائمة، فبعض الأفعال يمكن أن تقرأ بصيغة المبني للمعلوم، كما يمكن أن تقرأ في الوقت نفسه بصيغة المبني للمجهول.
"كما أن بعض الأسماء يمكن أن تضم نهايتها أو تفتح أو تكسر، [أي اختلاف الإعراب]"
كما أن بعض الأسماء يمكن أن تقرأ على أنها أفعال أو العكس.
"وقد جمعت أمثلة عديدة من الاختلافات التي نشأت عن طريق الكتابة بما سميناه بالحروف الناقصة، غير المعجمة المشكلة وغير المنقوطة"

الاختلاف على المعنى

الواقع أن الموسوعة الإسلامية قد أكدت تأثير ذلك على الاختلاف في المعنى (ص8188 العامود الأول) إذ قالت: "في معظم الحالات كان المعنى يتأثر"
وذكرت الدائرة الإسلامية عدة أمثلة على ذلك في (ص 8188 العامود الأول)
وذكر الساجستاني في كتابه المصاحف أمثلة لا حصر لها (في باب اختلاف مصاحف الأمصار [في نسخ مصحف عثمان] ص 39ـ ص/49، وباب اختلاف مصاحف الصحابة ص 50 ـ ص 77)

الاختلاف في الإعراب

هذا بالفعل ما ذكرته في (دائرة المعارف الإسلامية ص 8188 في السطور الأخيرة من آخر العمود الأول) إذ قالت:

* "وفي بعض الأحيان كان الاختلاف في إعراب أواخر الكلمات"

تطور مشكلة الاختلافات هذه

قالت دائرة المعارف الإسلامية في (ص8188 العمود الثاني وما بعده من صفحات)

1) "في الفترة الأموية (41 ـ 132 هـ [661 ـ 750م]) تقول:

ـ "زادت الاختلافات في القراءات في مصحف عثمان شيئاً فشيئاً.

ـ وظهرت قراءات جديدة تشتمل على مزاوجة بين مصحف عثمان، ومصحف ابن مسعود ومصحف أُبيّ.

2) وفي العصر العباسي: تقول الدائرة الإسلامية في (ص 8188 العامود الثاني)

ـ "كان هناك مثل هذه الاختلافات في القراءات بحيث أصبح من المحال التمييز بين القراءة المعتمدة لمصحف عثمان والقراءات الأخرى".

ـ وتواصل الموسوعة الإسلامية فتقول: "إلا أنه باستخدام الحروف العربية الواضحة المعجمة والمنقوطة دخل شيء من الإنضباط على هذه القراءات"

ـ وتستدرك الموسوعة الإسلامية وتقول: "ولكن لا يعول عليها لما فيها من تناقض لعدم توافقها مع الشواهد التي يقدمها لنا علم تطور الخط"

3) وفي القرن الرابع: (تواصل دائرة المعارف الإسلامية في ص 8189 العامود الثاني) قائلة:

ـ أصبحت الاختلافات في القراءات معلنة وواضحة.

ـ وتضيف قائلة: وأدى هذا إلى نزاعات حادة حول أي القراءات أصح؟؟؟

~ ونحن بدورنا نتساءل أين هو القرآن الصحيح الأساسي؟؟؟ أين هو؟؟؟ ارشدونا إليه أيها العلماء الأفاضل!!!!

التغييرات التي أجراها الحجاج بن يوسف الثقفي

كان الحجاج بن يوسف الثقفي والياً على العراق في العصر الأموي (74 ـ 95 هـ [693ـ714م])
وتقول (الموسوعة العربية الميسرة ص 690) "لما كثر الخطأ في قراءة القرآن عهد إلى نصر بن عاصم ضبطه"
ويقول أبو داود الساجستاني في كتابه (المصاحف ص 49) "غير الحجاج بن يوسف في مصحف عثمان أحد عشر حرفاً" وذكرها بالتفصيل.

تعليقي على هذه الإختلافات الكثيرة في القرآن كما هو ثابت من المراجع

في الواقع إن كلام (دائرة المعارف الإسلامية) حول كل هذه الاختلافات في القرآن هذا فجر في عقلي عدة تساؤلات جوهرية:

~ كيف تحدث هذه الاختلافات في القرآن وهو الذي يقول "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون؟ فتساؤلي هو: أين صحة هذا الكلام؟ ونرجو من أولي العلم أن يفيدونا.

~ في هذه المتاهة الكبرى نتساءل أي من هذه المصاحف هو القرآن الحق الذي تلاه محمد؟

~ أين هو قرآن محمد؟ الذي كان مكتوباً على الجلود، والأخشاب، والعظام، والأحجار والجريد، والنسيج (الموسوعة العربية الميسرة ص1373) (مع الوعد إنا له لحافظون) ؟ هل هو في مصحف عثمان؟ أم أحد المصاحف التي حرقها عثمان؟ أم هو في مصحف ابن مسعود؟ أم في مصحف أبيَّ بن كعب؟ أم في مصحف الحجاج بن يوسف الثقفي؟ فليوضحوا لنا حضرات العلماء الأفاضل بالدليل العلمي والمنطقي السليم. إنها مجرد تساؤلات.

~ ثم إذا قارنا كل هذه الاختلافات مع ما جاء في (سورة النساء 82) "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً" ما هي النتيجة على ضوء ذلك؟ الآية القرآنية تؤكد أنه إن وجدت اختلافات كثيرة، كان ذلك دليلاً على أنه ليس من عند الله؟

أنا لا أجيب على هذا التساؤل بل دعني أسألك، هل تهمك حياتك الإبدية؟ إذا فتش الكتب وادرس الدين الذي تعتنقه لأنك مسؤول عن اختيارك!

عموماً نحن جميعا ننتظر إجابات منطقية تقبلها عقول البشر حتى نتبين الحق من الباطل وينقذونا من دوامة التناقضات.

مصادر القرآن

الواقع أن هذا الموضوع هو من أخطر المواضيع التي أخذت مني جهدا ووقتا كثيرا، وهو يتعلق بمصادر القرآن، من أين كتب؟ ومن أين استمد شعائره؟ هل المسلمون الآن يعلمون أن الإسلام استمداد لعبادة الأوثان؟

إن مناقشاتنا هذه ما هي إلا من باب البحث العلمي النزيه، بفكر مستنير، ومنطق سليم. وقد صدق الدكتور طه حسين في (كتابه: الشعر الجاهلي ص 11و12) حينما قال: "القاعدة الأساسية لمنهج البحث العلمي هي أن يتجرد الباحث من كل شيء كان يَعْلَمَه من قبل، وأن يستقبل موضوع بحثه خالي الذهن مما قيل فيه خلوا تاما.. والناس جميعا يعلمون أن هذا المنهج الذي سخط عليه أنصار القديم في الدين والفلسفة يوم ظهر، قد كان من أخصب المناهج وأقومها وأحسنها أثرا.. وأنه الطابع الذي يمتاز به هذا العصر الحديث.. فيجب ألا نتقيد بشيء ولا نذعن لشيء إلا مناهج البحث العلمي الصحيح"

ونحن بكل صراحة نفتقد لهذا المنهج، والموضوع كله تحيزات. ولا أريد أن يصدم أحد بسبب أسئلتي عن المصادر التي استقى منها محمد قرآنه. فإنني أتساءل بمحبة خالصة ونزاهة صادقة، لنصل إلى الحقيقة المنشودة. وبالطبع الأمر مطروح للمناقشة، ويستطيع علماء المسلمين أن يوضحوا وجهات نظرهم في هذه المناقشات بكل حرية، والإتيان بالأدلة الموثقة، والالتزام بالمنطق السليم.

المصدر الأول: الأساطير

قد تتساءل: ماذا تقصد بالمصادر التي استقى منها محمد قرآنه. ألا يؤمن جميع المسلمين أن للقرآن مصدر واحد وهو الوحي؟

~ طبعا هذا ما تؤمن به، لذلك لي بعض الأسئلة من واقع آيات قرآنية كثيرة لا يمكن تجاهلها، تحتاج إلى إيضاح منها:

* في سورة الفرقان 4-6: "وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك قد افتراه، وأعانه عليه قوم آخرون، فقد جاءوا ظلما وزورا. وقالوا أساطير الأولين اكتتبها، فهي تُمْلَى عليه، بكرة وأصيلا، قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض إنه كان غفورا رحيما"

* وفي سورة النحل 103: "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلِّمه بشر، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين"

~ من هذه الآيات يتضح لنا أمران:

ـ الأمر الأول: أن النبي قد أكد أن القرآن هو وحي من عند الله، في (سورة الفرقان 6: "قد أنزله الذي يعلم السر..").

ـ الأمر الثاني: الذي يتضح أيضا من هذه الآيات هو أن المعاصرين للنبي كان لهم رأي آخر، توجزه هذه الآيات فيما يلي:

1- أن ما أتى به النبي هو كذب (سورة الفرقان 4 " وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك")

2- أن النبي [قد افتراه] مدعيا أن هذا وحي (سورة الفرقان 4 " إن هذا إلا إفك قد افتراه ")

3- قد أعانه على ذلك آخرون (سورة الفرقان 4 " وأعانه عليه قوم آخرون ")

4- أن هؤلاء قد أملوه عليه (سورة الفرقان 5 " فهي تملى عليه")

5- أن هناك بشراً علموه هذا الكلام (سورة النحل 103 " إنما يعلِّمه بشر" )

6- وأن ما أتى به هو عبارة عن قصص كانت موجودة في كتب الأقدمين (سورة الفرقان 5) " "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها"

~ آراء فقهاء المفسرين

* تفسير الإمام النسفي (ج 3 ص 233و 234):

ـ قوله: "إن هذا إلا إفك، قد افتراه": أي كذب اختلقه من عند نفسه.

ـ قوله: "وأعانه عليه قوم آخرون": أي اليهود وعدّاس غلام عتبه، ويسّار، وأبو فكيهة الرومي،

ـ قوله: "وقالوا أساطير الأولين اكتتبها": أي أحاديث المتقدمين كتبها لنفسه.

* تفسير النيسابوري (غرائب القرآن ج 7 ص 99) تعليقا على: "إنما يعلِّمه بشر" (سورة النحل 103) تساءل الإمام النيسابوري قائلا: "من هو ذلك البشر؟ وأجاب قائلا:

ـ قيل كان غلاما لـ "حويطب بن عبد العزّى" واسمه "عائش ويعيش"، وكان صاحبَ كتب من التوراة.

ـ وقيل هو "جَبْر غلام رومي" كان لعامر بن الحضرمي. (نصراني)

ـ وقيل عبدان هما: "جبر، ويسّار" كانا يصنعان السيوف بمكة ويقرآن التوراة والإنجيل، وكان رسول الله صلعم إذا مر وقف عليهما يسمع ما يقرآن.

ـ وقيل هو "سلمان الفارسي" كان غلاما لـ "لفاكه بن المغيرة، واسمه "جبر"، وكان نصرانيا

ـ وقيل قين (يعني حداد) بمكة اسمه "بلعام".

* والشيخ خليل عبد الكريم (في كتابه فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ص 335) يذكر "مجموعة أخرى من الأسماء التي كان لها تأثير كبير على ثقافة النبي الدينية مما أفضى إلى هذا القرآن". وتضم هذه القائمة القسوس والرهبان النصارى الآتية أسماؤهم:
ـ القس ورقة بن نوفل.
ـ الراهب بحيرى.
ـ الراهب سرجيوس.
ـ الراهب عدّاس.

~ هذه بعض آراء المفسرين والعلماء وعلينا ألا نتجاهل ذلك، بل عملا بمنطق القرن الحادي والعشرين العلمي لنبحث في هذه الأمور لنرى إن كانت صدقا أم كذبا. أما أن نرميها وراء ظهورنا بلا فحص فإني أعتبر ذلك جريمة بحق العقل البشري. فالله أعطانا العقل لنفحص أسس إيماننا لنعرف إن كنا نسير في الطريق السليم أم لا.

~ هذه الآراء كلها اتهامات ولا تقطع بنتيجة محددة. ولكنها مقدمات ضرورية لابد أن توضع في الاعتبار ونحن نفكر بعقولنا الحرة، فليس هناك دخان بلا نيران. فإن كان هذا الكم من الكلام وتسمية أشخاص معينين كانوا معروفين في ذلك الحين، إذن فالموضوع يستحق الدراسة.

~ والتساؤل الخطير للغاية هو: ما هو الرأي الصحيح؟ هل كان القرآن وحيا من عند الله كما قال النبي ؟ أم كان فعلا من إملاء هؤلاء الناس كما قال هؤلاء المعاصرون لمحمد؟

~ إني أعتقد أن الفيصل في الحكم في هذا الأمر هو ما قاله النبي نفسه في (سورة النساء 82) "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " إذن فمن منطلق هذه الآية الخطيرة نرى أنه: إن كان القرآن فعلا من عند الله فإننا لن نجد بين آياته أي اختلاف. ولكن إن وجد فيه اختلافات، فيصدق فيه نصُّ الآية، بأنه ليس من عند الله، أي أنه كتب بإملاء من هؤلاء البشر كما قال معاصرو النبي. فدعونا نرى الحقيقة.

ـ بالرجوع إلى كتب الفقهاء المتخصصين في علوم الناسخ والمنسوخ أمثال: الشيخ أبو جعفر النحاس في كتابه (الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم)، والشيخ هبة الله بن سلامة البغدادي في كتابه (الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم) أيضا، والمظفر بن الحسن بن خزيمة في كتابه (الموجز في الناسخ والمنسوخ)، وتفسير الجلالين مع أسباب النزول إعداد وتنسيق الشيخ محمد أمين الضناوي، وكثيرين غيرَهم، يتضح لنا أن بالقرآن آيات متناقضة، تمثل (%28,62) منه والتي لم يستطع أي عالم أو فقيه من القدامى أو المحدثين أن يجد لها حلا منطقيا.

~ إذن بناء على هذه الحيثيات المنطقية، نسأل أحباءنا المسلمين، ما رأيكم؟ ألم يكن لمعاصري الرسول حق في أن يقولوا ما قالوه عن مصادر أخرى لهذا القرآن، بحسب ما ذكرت التفاسير السابق ذكرها ؟ أم ماذا؟ نريد ردا أحبائنا الأفاضل شيوخ الإسلام فنحن نطرح التساؤلات وننتظر الإجابات.

المصدر الثاني: الإسرائيليات

ليس الموضوع مجرد إبداء آراء وإنما هي تساؤلات، فإني أقرأ وأطلع، وآتي لأتساءل ولعل أحباءنا العلماء يشاركونا بإجاباتهم المنطقية السليمة.
تقول مراجع دراسة مقارنة الأديان أن محمدا اعتمد على مصادر متعددة في كتابة قرآنه منها مصادر يهودية إسرائيلية. والواقع أن التراث الإسلامي يعرف موضوع الإسرائيليات في الأحاديث النبوية

ـ إذ يقول ابن تيمية في كتابه (جامع الرسائل ص 64) عن الأحاديث المدسوسة: "هي كلام باطل لا تقوم بها حجة، بل إما أحاديث موضوعة، أو إسرائيليات غير مشروعة"

ـ ونفس الشيء قيل عن القرآن وليس الأحاديث النبوية فقط: فقد جاء في سورة الفرقان: 4-6: "وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك قد افتراه، وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلما وزورا. وقالوا أساطير الأولين اكتتبها، فهي تُمْلَى عليه بكرة وأصيلا"

* وتنقسم مصادر القرآن الإسرائيلية إلى نوعين:

ـ أسفار الكتاب المقدس العهد القديم القانونية (الثوراة).

ـ الأساطير الشعبية وكتب القصص الخيالية اليهودية (أي الفلكلور الشعبي).

* يعترف محمد أنه أخذ من العهد القديم قصصه بقوله في:

- سورة الأعلى 87: 18-19: "إن هذا لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى"

- سورة النجم 53: 36-37: "أم لم يُنَبَّأْ بما في صحف موسى وإبراهيم ..."

- سورة الشعراء 26: 196 " وإنه في زُبُر الأولين"

وقد وضح المفسرون "الصحف الأولى: أنها سائر الكتب المنزلة قبل القرآن"

1) ماذا أخذ محمد من كتب العهد القديم (الثوراة)؟

في الواقع أخذ الكثير من الأحداث، أرجو أن تقرأ الثوراة لتتحقق من الأمر بنفسك لأن المساحة صغيرة لذكر كل الأحداث، لكن دعنا نذكر بعضها:

من سفر التكوين:
ـ قصة الخليقة: (1: 25) في البدء خلق الله السموات والأرض
* (سورة الأنعام 6: 73) "وهو الذي خلق السماواتِ والأرضَ"

ـ قصة آدم وحواء: (1: 26ـ34) "خلق الله الإنسان على صورته وباركه"
* (سورة البقرة: 30ـ39) "إني جاعل في الأرض خليفة"

ـ قصة قايين وقتل هابيل: (4: 1ـ16): "وحدث أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله"
* (سورة المائدة 5: 30): " فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله"

ـ قصة نوح والطوفان: (اختلاف القرآن في هلاك واحد من أبنائه) (إصحاحات 6ـ 10)
* (في القرآن: سور عديدة منها سورة نوح، يونس، هود، إبراهيم ..)

ـ قصة إبراهيم: (مع اختلافات في بعض الأمور في حياته) (في سفر التكوين إصحاحات 12ـ 25)
* (في القرآن: في سور كثيرة منها: سورة البقرة وسورة الأعلى، وسورة إبراهيم)

ـ قصة لوط: (14)
* (في القرآن: من سورة هود إلى الصافات)

ـ قصة يعقوب إسرائيل، وبني إسرائيل (29ـ 38)
* (في القرآن: من سورة البقرة ـ الصف)

ـ قصة يوسف: (39ـ50 )
* (في القرآن: من سورة غافر )

من سفر الخروج:
ـ قصة موسى وفرعون: (وفي سورة لبقرة)
ـ عامود السحاب (الغمام): (سورة البقرة 57)
ـ المن والسلوى: (سورة البقرة 57)
ـ الصخرة (الحجر): (سورة البقرة 60)
ـ العجل الذهبي: (سورة البقرة 54)
ـ تجلي الله له في شجرة (القصص، طه، النمل)

من سفر اللاويين:
ـ شريعة العين بالعين، والسن بالسن (14: 14)
* (سورة المائدة 45).

من سفر العدد:
ـ البقرة الحمراء (19)
* (الصفراء: البقرة 67ـ71)

من سفر التثنية:
ـ أخذ موسى كتب التوراة (34)
* (سورة البقرة 53)

من سفر صموئيل:
ـ شاول وداود وجليات (سفر صموئيل)
* (سورة البقرة)

من سفر الملوك والأيام:
ـ قصة سليمان النبي (سفر الملوك)
* (سور الأنبياء والنمل وسبأ)

ـ إيليا وأليشع (سفر الملوك)
* (سورة الأنعام والصافات)

من سفر أيوب:
ـ قصة أيوب (سفر أيوب)
* (سورة الأنبياء)

من سفر يونان (يونس):
ـ (سفر يونان)
* (سورة يونس)

كيف عرف محمد كل هذه القصص؟

كان الكثير من اليهود والنصارى في الجزيرة العربية وقد قتل محمد منهم الكثير.

ـ نجد الإجابة عند الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه (فترة التكوين في حياة الرسول الأمين ص 95) إذ قال: "لقد أتاحت السيدة خديجة للنبي محمد التَّماس بالقس ورقة وغيره مثل عدّاس وبحيرى وقضاء الليالي الطوال مع ابن نوفل في المدارسة والمذاكرة والمحاورة. وهي التي هيأت له الاختلاط بأصحاب كافة الملل والنحل والعقائد والأديان الذين اكتظت بهم مكة".

ـ وقال أيضا (في صفحة 121): "وبالمساء وفي ليل مكة الطويل شتاء كان يقضيه مع الطاهرة بمفردها أحيانا وبحضور القس أحيانا أخرى تتم في تلك القعدات مذاكرة الثوراة التي نقلها ورقة من اللسان العبراني إلى اللسان العربي. وما يعقبها من شروح وإيضاحات وحوارات بالجلسات التي قد تستمر حتى بزوغ الفجر.

2) ماذا عن الأساطير الشعبية التي أخذ منها؟

الأساطير هي كتب القصص الخيالية اليهودية المأخوذة عن التلمود اليهودي البابلي. وقد كان اليهود يؤلفون قصصا خيالية يتسلون بحكايتها أيام الليل الطويل. والواضح أن محمد قد أخذ من هذه القصص ظنا أنها من الثوراة.
والواقع أنه قد ورد في 9 سور من القرآن آياتٌ توضح أن المعاصرين لمحمد تيقنوا أن ما يقوله هو فعلا من الأساطير القديمة، وعبروا عن هذا للنبي نفسه، يتضح ذلك مما يلي: [سورة الأنعام 6: 25] "يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين". وهكذا جاءت في (سورة الأنفال، وسورة النحل وسورة المؤمنون وسورة الفرقان وسورة النمل وسورة الأحقاف وسورة القلم وسورة المطففين).

ـ لنأت إلى أحد أئمة المسلمين العلماء وهو الشيخ عبد الله يوسف علي الذي ترجم القرآن للإنجليزية. قال في (تفسيره للقرآن ص 1382، وص 1638)، بأن القرآن أخذ عن تلك الكتب التي أطلق عليها فضيلته إسم كتب الفلكلور السامية حيث يقول: يوجد كتاب باللغة اليونانية قام الأستاذ "G. H. BOX" بترجمته إلى اللغة الإنجليزية وقد نشر بلندن سنة 1927 ويضيف الشيخ عبد الله قائلا: يبدو أن هذا الكتاب مأخوذ من أصل عبري.
وقد أشار أيضا الشيخ عبد الله إلى مصدر آخر وهو كتاب المِدْراس اليهودي (ونعلم أن الشيخ عبد الله قد كتب تفسيره باللغة الإنجليزية حيث أنه مسلم هندي الأصل) وقد ذكر المدراس اليهودي باللغة الإنجليزية بالطبع هكذا: The Jewish Midrash (ص1638)

~ يحسن للباحث عن الحقيقة أن يذهب إلى بعض المواقع على الإنترنيت ليقرأ المزيد من الأبحاث المحققة علمياً:
Talmud, Midrash, Encyclopedia Judaica, Islam review, Light of love [Myth in the Qur'an]

وإليك ما أخذه القرآن من الأساطير الشعبة وكتبها:

­* ما جاء بالقرآن منقولا عن كتاب [فَرْقِي ربي أليعزر: فصل 21]
ـ أسطورة تعلُّم قايين من الغراب كيفية دفن أخيه: (سورة المائدة5: 30ـ35)

* ومن كتاب [مدراس رباه، Midrash Rabby الذي أشار إليه الشيخ عبد الله يوسف عليّ، فصل 14
ـ أسطورة إلقاء نمرود لإبراهيم في النار وعدم احتراقه

* ومن كتاب: [الترجوم الثاني عن سفر أستير The Second Targum of Easterمعروف بالاسم Targum Sheni]
ـ اجتماع سليمان الملك بمجلسه المكون من الجن والعفاريت والطيور والهدهد وإحضاره عرش ملكة سبأ لسليمان.

* كتاب (مدراس يلكوت: الفصل 44 Midrash Yalkot الفصل 44)
ـ وجود الشهوة في الملاكين هاروت وماروت وشربهما الخمر والزنا والقتل وتعليم الناس السحر.

* ما نقله القرآن عن كتاب [عبوداه زاراه: الفصل الثاني 45]
ـ رفع الجبل فوق رؤوس اليهود.

* بخصوص أسطورة سخط اليهود قردة:
ـ نقل القرآن هذه الأسطورة عن تقليد يهودي قديم بشهادة الشيخ عبد الله يوسف علي، في (تفسيره للقرآن ص34)

* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (حكيكاه باب 9 فصل 2)
ـ أسطورة السموات السبع.

* ما نقله القرآن عن نفس المرجع السابق كتاب (زوهر فصل 2):
ـ أسطورة أن أبواب جهنم سبعة

* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (تفسير راشي على تك 1: 2)
ـ أسطورة أن عرش الله على الماء

* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (روش هشاناه فصل 16: 2)
ـ أسطورة أن الطوفان كان من الماء المغلي

* ما نقله القرآن عن الكتاب اليهودي الشعبي المسمى (فرقي أبوت باب 5 فصل 6)
ـ أسطورة اللوح المحفوظ

المصدر الثالث: النصرانيات

كما أخذ القرآن من الثوراة والأساطر اليهودية، كذلك هناك نوع آخر من المصادر وهي الإنجيل وكتب الهراطقة والأساطير الشعبية. وسوف أسوق بعض الأمثلة لذلك:

1) ما أخذ من الإنجيل

* قصة بشارة الملاك لزكريا:

ـ (بشارة لوقا 1: 13) "فقال له الملاك: لا تخف يا زكريا ... وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا ... ليس نبي أعظم من يوحنا " (مع ملاحظة تغيير اسم يوحنا إلى يحيى)

ـ في (سورة مريم 19: 7) "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له قبلُ سَمِيَّا"

* العذراء مريم وبشارة الملاك:

ـ (لوقا1: 28) "فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها، لاتخافي، ها أنت ستحبليين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى.. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا. فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله"

ـ (آل عمران 3: 45) "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين."

* تعاليم المسيح:

صعوبة دخول الأشرار إلى السماء:

ـ (لو 18: 25) " دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله"

ـ (سورة الأعراف 7: 40) "إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاطِ"

نصيب الأبرار الصالحين في السماء:

ـ (1 كو2: 9) "ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه"

ـ (مشكاة المصابيح ص 487) ورد في أحاديث القدسية عن أبي هريرة أن محمدا قال أن الله سبحانه وتعالي قال: "أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"

* معجزات المسيح: الخلق، وتفتيح أعين العميان، شفاء البُرْصَ، إقامة الموتى ...

ـ (مت4: 33ـ24) "وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. فذاع خبره في جميع سورية فاحضروا إليه جميع السقماء والمصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم" وأقام كثيرين من الأموات.

ـ (آل عمران 3: 49) ".. أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وأبرئ الأَكْمَهَ (الذي ولد أعمى) والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم "

* رفض اليهود للمسيح:

ـ (مت26: 4) "وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع بمكر ويقتلوه"

ـ (آل عمران 3: 54) "ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين"

* ارتفاع المسيح إلى السماء:

ـ (مرقس 16: 6) "يسوع الناصري المصلوب قد قام ليس هو ههنا"

ـ (سورة النساء 4: 158) "بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما"

2) المصادر النصرانية الشعبية

إنها في الواقع المصادر الأسطورية من كتب الهراطقة، والفلكلور الشعبي. وسوف أسوق بعض الأمثلة:

* مريم أم المسيح:

ـ جاء في (سورة مريم 19: 28و29) "يا مريم ... يا أخت هرون ما كان أبوك امرء سوء وما كانت أمك بغيا"

ـ وفي (سورة التحريم 66: 12) "ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا"

ـ (سورة الفرقان 25: 37) "ولقد آتينا موسى الكتب وجعلنا معه أخاه هرون وزيرا"

~ الواقع أن مريم أخت هرون وموسى كانت في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. أي أنه بين مريم بنت عمرام، وبين مريم أم المسيح حوالي 1500 سنة. ومريم أم المسيح كان اسم أبيها يواقيم وليس عمران. ولكن محمد أخذ هذه القصة من الكتب الشعبية التي كانوا النصارى يتسلون بقراءتها في الليالي الطويلة.

* وبخصوص إحضار ملاك بطعام لها:

ـ (سورة آل عمران3: 37) ".. وكفلها زكريا، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا؟ قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب"

~ هذه القصة موجودة في الكتاب الشعبي المسمى (حكاية مولد مريم وطفولية المخلص الفصل 20)

* وكلام المسيح في المهد:

ـ (سورة مريم 19: 16-31)

~ مأخوذة من نفس كتاب (حكاية مولد مريم وطفولية المخلص الفصل 20) وقد تسربت هذه الأسطورة من أسطورة هندية عن مولد بوذا، قبل ميلاد المسيح بنحو557 سنة، وهي موجودة في الكتاب الهندي (ندانه كتها جاكتكم فصل 1 ص 50)

* خلقة المسيح للطيور:

ـ (سورة آل عمران 3: 41ـ43) ".. إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فأنفخ فيه، فيكون طيرا بإذذن الله"

~ الواقع أن هذه القصة قد ذكرت في الكتاب الشعبي (طفولة المسيح فصل 36)

* إنزال مائدة من السماء:

ـ (سورة المائدة 5: 112ـ 115) "إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء؟ قال: اتقوا الله إن كنتم مؤمنين. قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا... قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا .. قال الله إني منزلها عليكم"

~ الواقع أن الكتاب المقدس لم يذكر ذلك، وإنما أخذت القصة من الكتب الشعبية.

* أهل الكهف:

ـ (سورة الكهف) ".. سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ... ولا تستفت فيهم منهم أحدا"

~ هذه القصة وردت في سير القديسين والشهداء المعروف لدى المسيحيين بإسم "السنكسار" تحت يوم 20 من شهر مسرى. وإليك نص القصة الحقيقية:
"في مثل هذا اليوم من سنة 252م استشهد الفتيان السبعة القديسين الذين من أفسس: (وهم: مكسيموس، مالخوس، مرتينيانوس، ديوناسيوس، يوحنا، سرابيون، قسطنطين). ولما اثار الملك عبادة الأوثان، وشي بهم لديه. فالتجأوا إلى كهف خوفا من أن يضعفوا فينكروا السيد المسيح. فعلم الملك بذلك، وأمر بسد باب الكهف عليهم. وكان واحد من الجند مؤمنا بالسيد المسيح، فنقش سيرتهم على لوح من نحاس، وتركه داخل الكهف. وهكذا اسلم القديسون أرواحهم الطاهرة. وأراد الله أن يكرمهم كعبيده الأمناء، فأعلن عن مكانهم إلى أسقف تلك المدينة. فذهب وفتح باب الكهف فوجد أجسادهم سليمة. وعرف من اللوح النحاس أنه مضى عليهم نحو مئتي سنة. كما عرفوا من قطع النقود التي وجدوها معهم أنهم كانوا في أيام داكيوس الإمبراطور.

كيف وصلت هذه القصص إلى الجزيرة العربية، وكيف عرفها محمد؟

معروف أن النصارى كانوا منتشرين في الجزيرة العربية.

ــ في السيرة النبوية لابن هشام: (مجلد 1 ص 44-217) يذكر:

ـ اعتناق تبّان ملك اليمن النصرانية، ودعوته قومه إلى النصرانية.

ـ النصرانية بنجران شمال اليمن وجنوب الحجاز.

ـ فيميون وصالح ينشران النصرانية بنجران.

ـ ابن الثامر ودعوته إلى النصرانية بنجران.

ـ تنصر ورقة ابن نوفل في مكة.

ـ تنصر ابن الحويرث وآخرون.

~ ويذكر قبائل اليهود بالجزيرة العربية (مجلد 1ص462ـ 464) وهم:

ـ بنو النضير
ـ بنو ثعلبة
ـ بنو قنقاع
ـ بنو قريظة
ـ بنو زريق
ـ بنو حارثة
ـ بنو عمر
ـ بنو النجار

~ وقد حمل هؤلاء وأولائك هذه القصص الشعبية معهم.

المصدر الرابع: الشعر الجاهلي

إن كان هذا تشابه مع الكتابين السماويين فما رأيك في تشابه الآيات القرآنية مع الشعر الجاهلي ؟ وهذا مثال:

1) قصيدة امرؤ القيس: (عاش قبل محمد بـ30 عاما)

دنت الساعةُ وانشقَّ القمر//عن غزال صاد قلبي ونفر
أحورٌ قد حِرْت في أوصافه//ناعسُ الطرْفِ بعينه حور
مرَّ يومَ العيدِ بي في زينة//فرماني فتعاطى فَعَقر
بسهامٍ من لحاظٍ فاتك//فرَّ عني كهشيم المُحْتَظِر
وإذا ما غاب عني ساعةً//كانت الساعة أدهى وأمر
كُتب الحُسـنُ على وجنته//بسحيقِ المِسْك سطرا مُختصر
عادة الأقمارِ تسرى في الدجى//فرأيت الليلَ يسري بالقمر
بالضحى والليلِ من طرَّته//فرَّقه ذا النور كم شيء زهر
قلت إذ شق العِذارُ خـدَّه//دنت الساعة وانشـق القمر

(دنت الساعةُ وانشقَّ القمر) جاءت في سورة القمر 54:1
(فتعاطى فَعَقر) جاءت في سورة القمر 54: 29
(كهشيم المُحْتَظِر) جاءت في سورة القمر 54: 31
(بالضحى والليل) جاءت في سورة الضحى 93: 1و2

ـ هناك قصيدة أخرى لامرؤ القيس أيضا تقول:

أقبل والعشاق من خلفه//كأنهم من كل حَدَبٍ يَنْسِلون
وجاء يومُ العيد في زينته//لمثل ذا فليعملْ العاملون

(كل حَدَبٍ يَنْسِلون) جاءت في سورة الأنبياء 21: 96
(لمثل ذا فليعمل العاملون) جاءت في سورة الصافات 37: 61

2) هناك الكثير مما أخذ عن شعراء الجاهلية ومنهم الشاعر أمية بن أبي الصلت، وكان محمد يحب شعره جدا، فقد جاء في صحيح مسلم كتاب الشعر، ثلاثة أحاديث (6022و6023و6024) "عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال ردِفْتُ [تبعته] رسول الله يوما فقال: "هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئا؟" قلت نعم، قال: [هيه] فأنشدته بيتا، فقال "هيه" ثم أنشدته بيتا، فقال [هيه] حتى أنشدته مائة بيت". وقد اقتبس محمد الكثير من شعر أمية وإليك على سبيل المثال:

1ـ السماوات بغير عمد: ديوان شعراء النصرانية (ج1 ص 226)

إله العالمين وكلِّ أرض//ورب الراسيات من الجبال
بناها وابتنى سبعا شداداً//بلا عَمَدٍ يرين ولا رجالِ
وسواها وزينها بنور// من الشمس المضيئةِ والهلال
ومن شهُبٍ تلألأ في دجاها//مراميها أشد من النصال

ـ (سورة لقمان31: 10) " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ"

2ـ الحضرة العُلْوِيَّة: (كتاب شعراء النصرانية ص 227)

لك الحمدُ والنعماءُ والملكُ ربَّنا//فلا شيئَ أعلى منك مجداً وأمجدُ
مليك على عرش السماء مهيمن//لعزته تعنو الوجوه وتسجد
عليه حجاب النورِ والنورُ حولَه//وأنهار نورٍ حوله تتوقد
فلا بصرٌ يسمو إليه بطرْفه//ودون حجاب النور خَلْقٌ مؤَّيَّد
ملائكة أقدامهم تحت عرشه//بكفَّيْهِ لولا اللهُ كلُّوا وأبْلَدوا
فسبحان من لا يعرف الخلق قدره//ومن هو فوق العرش فردٌ موحد
هو الله باري الخلق والخلقٌ كلٌّهم//إماء له طوعا جميعا واعبدوا
ونفنى ولا يبقى سوى الواحدِ الذي//يميت ويحيي دائبا ليس يَهْمُد
ومن خوف ربي سبح الرعد فوقنا//وسبحه الأشجار والوحش أُبَّدُ
فكن خائفا للموت والبعثِ بعده//ولا تك ممن غره اليوم أو غد

انظر الآيات القرآنية: (الأعراف7: 54، الزمر39: 75، الحشر59: 23، الشورى42: 51، الأنعام6: 103،آل عمران3: 156)

3) ومن شعر ورقة بن نوفل: عن زيد ابن عمر (من الحنفاء): (شعراء النصرانية ج3 ص616)

رَشِدْتَ وأنعَمْتَ ابن عمرٍ وإنما//تجنبت تَنُّورا من الله حاميا
بدينِك رباً ليس ربٌّ كمثلِه//وتركِك أوثان الطواغي كما هيا
فأصبحت في دار كريمٍ مُقامُها//تعَلَلُ فيها بالكرامة لاهيا
تلاقي خليل الله فيها ولم تكن//من الناس جبارا إلى النار هاويا

أنظر (سورة الشورى 11، سورة النساء 25)

4) ومن شعر عبيد بن الأبرص: (شعراء النصرانية ج3 ص607)

من يسأل الناس يحرموه//وسائل الله لا يخيبُ
والله ليس له شريك//علاَّم ما أخفت القلوبُ

انظر: (سورة الأنعام 136، سورة التوبة 78)

~ ربما كان هذا مجرد تشابه تعبيرات. قد يكون. أفلا يسمى هذا أيضا في الشعر بالسرقات الشعرية أو الأدبية ؟ وبرؤيتنا للتشابه بين الشعر الجاهلي والقرآن، ما صحة القول أن القرآن أنزل عربيا لإفحام العرب في لغتهم؟ أليس الشعر الجاهلي ما يفحم القرآن؟ مجرد تساؤل. ولي حرية التفكير والتساؤل، حتى نحظى بإجابات مقنعة.

المصدر الخامس: ما أُخذ عن الحنيفية

من هم الحنفاء؟ يقول المؤرخون المسلمون أن الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام. (واتبعو ملة ابراهيم حنيفا) ولكن أريد أن أوضح ما أَخذه القرآن من مبادئها.
- بداية لابد أن نعلم أن ورقة بن نوفل قبل أن يصبح قسا نصرانيا على مكة كان حنيفيا. وكان معه مجموعة من الرجال من بينهم رجل يدعى زيد بن عمرو وهذا اعتزل فوق جبل حراء، وكان محمد يقضي شهرا معه كل عام متحنفا مما أثر في أفكاره وتوجهاته على مدى 20 سنة. (وبالمناسبة، الحنفية ليست المذهب الحنفي الذي هو بعد الإسلام.. ومالكي وشافعي)

تتلخص مبادئ وتعاليم الحنيفية في قصيدة زيد بن عمرو (سيرة ابن هشام ج1 ص 219) هذه التي يقوله فيها:

أربَّاً واحدا أم ألفَ ربٍ//أدين إذا تُقُسِّمَتِ الأمور
عزلتُ اللات والعزى جميعا//كذلك يفعل الجَلِدُ الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها//ولا صنميْ بني عمرٍ أزور
ولا هُبَلا أدين وكان ربا//لنا في الدهر إذ حِلمي يسير
ولكنْ أعبد الرحمنَ ربي//ليغفر ذنبيَ الربُّ الغفور
فتقوى اللهِ ربِّكمُ احفظوها//متى ما تحفظوها لا تبوروا
ترى الأبرارَ دارُهم جِنان//وللكفار حاميةً سعير
وخزي في الحياة، وإن يموتوا//يلاقوا ما تضيق به الصدور
~ فمن هذه القصيدة نرى عقيدة الحنيفية وهي نفس ما قاله محمد في القرآن:
ـ رفض عبادة الأوثان.
ـ الوعيد بالعذاب في سعير جهنم.
ـ الإقرار بوحدانية الله.
ـ أسماء الله: الرحمن، الرب، الغفور.
ـ الوعد بالجنة.
ـ المناداة بدين إبراهيم.

المصدر السادس: أُخذ عن الصابئة

من هم الصابئة أو الصابئون؟ لقد ذكرهم القرآن في أكثر من سورة: البقرة، والحج، و(سورة المائدة 5: 69) "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم.. "
ـ يقول أبو الفداء في كتابه "التواريخ القديمة من المختصر في أخبار البشر": أن ملة الصابئين، أخذوا دينهم عن شيث وإدريس، ولهم كتاب يعزونه إلى شيث يذكر فيه محاسن الأخلاق، مثل الصدق والشجاعة والتعصب للغريب، وما أشبه ذلك. ويذكر الرذائل ويأمر باجتنابها.

ـ وللصابئين عبادات ذكرها أيضا محمود شكري الألوسي البغدادي في كتابه (بلوغ الإرب في أحوال العرب) ومنها:

1ـ خمسٌ صلوات توافق صلوات المسلمين من حيث الوقت. وقيل سبع.

2ـ ولهم الصلاة على الميت بلا ركوع ولا سجود.

3ـ ويصومون ثلاثين يوماً، وإن نقص الشهر الهلالي صاموا تسعة وعشرين يوماً.

4ـ وكانوا يراعون في صومهم الفطر والهلال. ويصومون من ربع الليل الأخير إلى غروب قرص الشمس.

5ـ ولهم أعياد عند نزول الكواكب الخمسة المتحيرة بيوت أشرافها. والخمسة المتحيرة هي زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد.

6ـ ويعظمون بيت مكة.

~ فيتضح من هذا أن الإسلام قد أخذ عن قدماء الصابئين:

1ـ الصيام
2ـ الصلوات الخمس
3ـ الهلال
4ـ تعظيم بيت مكة.

المصدر السابع: ما أُخذ عن الفرس والديانة الزرداشتية.

1) قصة الإسراء والمعراج: النبأ عن المعراج في ليلة الإسراء ورد في القرآن في (سورة الإسراء 17: 1) " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا. إنه هو السميع البصير".

مصدرها؟ كتاب الأساطير الفارسية المسمى "أرتاويراف نامك" والمكتوب باللغة البهلوية (أي اللغة الفارسية القديمة) منذ 400 سنة قبل الهجرة، في أيام أردشير بابكان ملك الفرس. تقول الأسطورة أنه لما أخذت ديانة زردشت في بلاد الفرس في الانحطاط، ورغب المجوس في إحيائها في قلوب الناس، انتخبوا شاباً من أهل زرشت اسمه "أرتاويراف" وأرسلوا روحه إلى السماء. ووقع على جسده سُبات. وكان الهدف من سفره إلى السماء أن يطَّلع على كل شيء فيها ويأتيهم بنبأ. فعرج هذا الشاب إلى السماء بقيادة وإرشاد ملاك اسمه "سروش" فجال من طبقة إلى أخرى وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى. ولما اطلع على كل شيء أمره "أورمزد" الإله الصالح أن يرجع إلى الأرض ويخبر الزردشتية بما شاهد ليقوي إيمانهم.

~ ودُوِّنت هذه الأشياء بحذافيرها في القرآن وكل ما جرى له في أثناء معراجه في كتاب "أرتاويراف نامك" مع تغييرات بسيطة في الإسماء.

ـ من عبارات كتاب "أرتاويراف نامك" في (فصل 7 فقرة 1-4) قال أرتاويراف: "وقدمت القَدَمَ الأولى حتى ارتقيت إلى طبقة النجوم.. ورأيت أرواح أولئك المقدسين الذين ينبعث منهم النور كما من كوكب ساطع. ويوجد عرش ومقعد باه رفيع زاهر جداً. ثم استفهمت من سروش المقدس ومن الملاك آذر [ملاك النار] عن المكان، عن الأشخاص".

ـ وبعد هذا ورد في فصل 11: "وأخيراً قام رئيس الملائكة "بهمن" من عرشه المرصع بالذهب فأخذني من يدي وأتى بي إلى جوهر زردشت السامي العقل والإدراك. وقال بهمن: هذا أورمزد. ثم أني أردت أن أسلِّم عليه، فقال لي: السلام عليك يا أرتاويراف. مرحباً أنك أتيت من ذلك العالم الفاني إلى هذا المكان الباهي الزاهر. ثم أمر سروش المقدس والملاك آذر قائلاً: احملا أرتاويراف وأرياه العرش وثواب الصالحين وعقاب الظالمين أيضاً. وأخيراً أمسكني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وحملاني من مكان إلى آخر، فرأيت رؤساء الملائكة أولئك، ورأيت باقي الملائكة".

ـ ثم ذكر أن أرتاويراف شاهد الجنة وجهنم، وورد في فصل 101: "أخيراً أخذني سروش المقدس والملاك آذر من يدي وأخرجاني من ذلك المحل المظلم المخيف المرجف وحملاني إلى محل البهاء ذلك وإلى أورمزد ورؤساء الملائكة فرغبت في تقديم السلام أمام أورمزد، فأظهر لي التلطف. قال: يا أرتاويراف المقدس العبد الأمين، يا رسول عبدة أورمزد، اذهب إلى العالم المادي وتكلم بالحق للخلائق حسب ما رأيت وعرفت. من يتكلم بالاستقامة والحق أنا أسمعه وأعرفه. تكلم أنت الحكماء. و هكذا وقفت باهتاً لأني رأيت نوراً ولم أرَ جسماً، وسمعت صوتاً وعرفت أن هذا هو أورمزد".

قرأت عن إسراء ومعراج عند الهنود عبدة الأصنام أيضاً: في كتاب يُدعى "إندرلو كاكمتم" (يعني السياحة إلى عالم إندره) قال فيه الهنود إن "إندره" هو إله الجو وذُكر فيه أن شخصاً اسمه "أرجنة" وصل إلى السماء وشاهد قصر إندره السماوي وهو قصر في بستان، وفيه ينابيع أبدية تروي النباتات الخضراء النضرة الزاهية. وفي وسط ذلك البستان السماوي شجرة تسمى "بكشجتي".

~ ويعتقد الزردشتية أيضا بوجود شجرة تُسمى "جوابة" (ومعناها مروية بماء رائق فائق). تأتي المياه من الأنهار إلى الشجرة فتنبت هناك كل النباتات على اختلاف أنواعها

2) الحور العين: فكل مسلم ملمّ بهذه الأمور يعرف ما ورد عنها في القرآن وفي الحديث، فلا داعي لذكرها.

ـ إن مصدر كل هذه التعاليم هو كتب الزرادشتية والهنود. ومن الغريب أن ما ورد فيها يشابه مشابهة غريبة ما ورد في القرآن والحديث.

* جاء عن الحور في (سورة الرحمن 55: 72) "حور مقصورات في الخيام" وفي (سورة الواقعة 56: 23) "وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون"

ـ وهو مأخوذ مما قاله الزرادشتية القدماء عن بعض أرواح غادات تسمى في اللغة البهلوية "هور".
ولم يقتصر ذكر هاته الغاديات السماويات في كتب قدماء الفرس فقط، بل في كتب قدماء الهنود، وقالوا إن الذين يعاشرونهم في السماء هم الذين يظهرون الشجاعة في الحروب ويُقتَلون فيها.

3) موضوع الجن والميزان: كلمة الجن مشتقة من لغة الفرس القديمة، وقد وردت في كتاب «أفِستا» (وهو كتاب الزردشتية المقدس ودستور ديانتهم) بهذه الصورة والصيغة، وهي "جيني" ومعناها روح شرير، فأخذ العرب الاسم من الزردشتية.

4) الذرات الكائنات: ورد في الأحاديث أنه لما عرج محمد إلى السماء، رأى أنه إذا نظر آدم إلى الأسودة إلتي عن يمينه ضحك، وإذا نظر إلى التي عن يساره ناح وبكى. والأسودة هم أرواح أشخاص لم يولدوا بعد، ويسميهم المسلمون "الذرات الكائنات". وقد اتخذوا الاعتقاد بوجودها من قدماء الزردشتية، لأن الزردشتية كانوا في قديم الزمان يعتقدون بمثل هذا الاعتقاد.

5) قصة خروج عزازيل من جهنم: اتَّخذ المسلمون قصة خروج عزازيل من جهنم من الزردشتية، ورد في "قصص الأنبياء" (ص 9) "خلق الله عزازيل، فعبد عزازيل الله تعالى ألف سنة في سجن، ثم طلع إلى الأرض فكان يعبد الله تعالى في كل طبقة ألف سنة، إلى أن طلع على الأرض الدنيا". وورد في "عرائس المجالس" (ص 43) أن إبليس يعني عزازيل أقام ثلاثة آلاف سنة عند باب الجنة بالأمل أن يضر آدم وحواء لامتلاء قلبه بالحسد.

ـ وقد وورد في "بوندهشينه" (فصل 1 و2) "أن [أهرمن] يعني إبليس كان ولا يزال في الظلام غير عالم بالأشياء إلا بعد وقوعها، وحريصاً على إيصال الضرر للآخرين وكان في القعر.. في "المنطقة المظلمة". ولم يكن يعرف بوجود أورمزد. وأخيراً طلع من تلك الهاوية وأتى إلى المحل الباهي. ولما شاهد نور أورمزد ذلك اشتغل بالإضرار".

~ توجد مشابهة بين هاتين الروايتين، وهي أن عزازيل و"أهرمن" دخلا الوجود في سجن أو في الهاوية، وصعد كل منهما من هناك، وبذلا جهدهما في الإضرار بخلق الله.

6) نور محمد: ورد في (قصص الأنبياء) أن محمداً قال "أول ما خلق الله نوري" (ص 2 و282) وجاء في (روضة الأحباب) أن محمداً قال: "لما خُلق آدم وضع الله على جبهته ذلك النور، وقال: يا آدم، إن هذا النور وضعتُه على جبهتك هو نور ابنك الأفضل الأشرف، وهو نور رئيس الأنبياء الذي يُبعَث". ثم انتقل ذلك النور من آدم إلى ذريته، حتى وصل إلى عبد الله بن عبد المطلب، ومنه إلى آمنة لما حبلت بمحمد.

ـ مصدر هذه القصة هو في كتب الزردشتية. وقد ورد في كتاب فارسي يُدعى "مينوخرد" أن الخالق خلق هذه الدنيا وجميع خلائقه ورؤساء الملائكة والعقل السماوي من نوره الخصوصي، وتذكر الأسطورة الفارسية أن النور الذي كان في أول رجل خلق على الأرض، ويقصدون بهذا آدم أبو البشر، انتقل من واحد إلى آخر بالتتابع، وهذا يوافق ما ذُكر في الأحاديث بخصوص نور محمد.

7) الصراط المستقيم: قال المسلمون إن محمداً قال إنه بعد دينونة يوم الدين الأخيرة يُؤمر جميع الناس بالمرور على الصراط المستقيم، وهو شيء ممدود على متن جهنم بين الأرض والجنة. وقالوا إن الصراط هو أدق من الشعرة وأحدُّ من السيف، فيقع منه الكفار ويهلكون في النار.

ـ اشتقاق كلمة "صراط" أصلها ليس من اللغة العربية، لأن "صراط" معربة من أصل فارسي، وتعني "الجسر الممدود" أو "القنطرة" التي قال الزردشتية إنها توصِّل الأرض بالجنة.

ـ والعبارة الآتية المأخوذة من كتاب بهلوي يسمى "دينكرت" (جزء 2 فصل 81 في قسمي 5 و6) ونصه: "إني أهرب من الخطايا الكثيرة. أحافظ على نقاوة وطهارة سلوكي وإني أؤدي عبادتك لكي لا أعاقب بعقاب جهنم الصارم، بل أعبر على الصراط، وأصل إلى ذلك المسكن المبارك المملوء من العطريات والمسر والباهر دائماً".

كيف وصلت هذه العقائد الزرادشتية إلى الجزيرة العربية وإلى محمد نفسه فكيف تثقف بكل ذلك وهي باللغة الفارسية؟

ـ جاء في "روضة الأحباب" أن محمداً اعتاد محادثة ومحاورة كل من يقصدونه على اختلاف مللهم ونحلهم، وكان يخاطبهم بألفاظ قليلة من لغتهم. والقصص الكثيرة الواردة في القرآن كانت متواترة بين العرب تواتراً عظيماً حتى قال الكندي عنها: "فإن ذكرتَ قصة عاد وثمود والناقة وأصحاب الفيل ونظائر هذه القصص، قلنا لك: هذه أخبار باردة وخرافات العجائز اللواتي كنَّ يدرسنها ليلهن ونهارهن".

ـ جاء في "السيرة النبوية" لابن هشام وابن إسحق أنه كان من صحابة محمد شخص فارسي اسمه سلمان الفارسي، وهو الذي أشار على محمد وقت حصار المدينة بحفر الخندق فتبع نصيحته. وكان سلمان الفارسي أول من أشار على محمد باستعمال المنجنيق في غزوة ثقيف الطائف. وأكد أعداء محمد في عصره أن سلمان هذا ساعد محمداً على تأليف القرآن، فقد قيل (سورة النحل 16: 103): "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر. لسان الذين يلحدون إليه أعجمي، وهذا لسان عربي مبين".

~ والرد على قصة أنه أعجمي هو أن سلمان الفارسي كان يجيد العربية ويترجم من الفارسية إلى العربية، وإلا فكيف عرف محمد بموضوع الخندق والمنجنيق ؟

~ وتساؤلي هو ما رأي العلماء المسلمين في هذه الأدلة والبراهين. فلماذا يعتمون على هذه الحقائق ولا ينورون الناس عنها. نرجو أن تفيدونا بالردود المنطقية السليمة، فعقولنا ما عاد يرضيها أسلوب خطبة الجمعة، بل نريد ردودا مقنعة لإنسان القرن الحادي والعشرين.

المصدر الثامن: المصادر الوثنية

أصول الإسلام الوثنية

نحن نتساءل أيضا عما يقال عن أن الإسلام قد استمد الكثير من شعائره من أصول جاهلية وثنية.

ـ قالت (دائرة المعارف البريطانية ج 1 ص 1047): "يرى الباحثون أن الديانة العربية الوثنية هي أصل الديانة الإسلامية.

ـ ويقول الشيخ خليل عبد الكريم في (كتاب: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص8ـ12): "إن العرب ـ في الجاهلية ـ هم مصدر الكثير من الأحكام والقواعد والأنظمة والأعراف والتقاليد التي جاء بها الإسلام أو شرعها حتى يمكننا أن نؤكد، ونحن على ثقة شديدة بأن الإسلام ورث من العرب ـ الجاهليين ـ الشيء الوفير بل البالغ الوفرة في كافة المناحي: التعبدية والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والحقوقية" ويضيف في (كتاب: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 8): قوله: " "بل إن هناك مجالا يحرص دعاة الإسلام على إغفاله أو التعتيم عليه، وهو المجال الديني أو التعبدي، فالكثير من القراء قد يدهش عندما يعرف أن الإسلام قد أخذ من الجاهلية كثيرا من الشئون الدينية أو التعبدية).
وقد ضمَّن الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه (كتاب: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية) الكثير من هذه الشعائر التعبدية مثل:
1ـ تعظيم الكعبة: (ص 15)
2ـ فريضة الحج والعمرة والمناسك: (ص 16)
3ـ شهر رمضان: (ص 18)
4ـ تحريم الأشهر الحرم: (18)
5ـ تعظيم إبراهيم وإسماعيل (19)
6ـ الإجتماع العام يوم الجمعة: (21)

~ فما رأي علماء وشيوخ الإسلام في ذلك؟

أ) تعظيم الكعبة

ـ يقول الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه (الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 15): "على الرغم من وجود إحدى وعشرين كعبة قبل الإسلام، في جزيرة العرب، فإن القبائل العربية قاطبة أجمعت على تقديس [كعبة مكة] وحرصت أشد الحرص على الحج إليها .. وجاء الإسلام فأبقى على تقديس الكعبة ومكة وأطلق عليهما القرآن العديد من ألقاب التشريف المعروفة"

ـ جاء في (الموسوعة العربية الميسرة ص 1465) "كانت الكعبة معبد قريش الأكبر .. وكانت مقر أصنامه"

ـ جاء في (وثيقة الكشوف الأثرية بالجزيرة العربية على الانترنيت: "كان بالكعبة 360 صنما يعبدها العرب وكان [الله القمر] هو أكبر هذه الأصنام"

ب) مركز الكعبة في القرآن

* جاء في (سورة المائدة 5: 97) "جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ .."

* وجاء في (سورة البقرة 127) "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"

هل حقا بنى أبونا إبراهيم كعبة مكة؟

الواقع أن هذا لا تقره المراجع الموثقة، وها بعضها:

ـ لم يذكر الكتاب المقدس ولو تلميحا أن إبراهيم ذهب إلى الجزيرة العربية على الإطلاق.

ـ وتقول كتب التاريخ والآثار القديمة لمنطقة الشرق الأدنى والجزيرة العربية ومنها:"WHO BUILT THE KABA (The Muslim's Most Holy Place of Worship)?" للكاتبة W. L. CATY وقد نشر عام 2001م بالولايات المتحدة الأمريكية، والبحث مؤيدٌ بخرائط جغرافية لرحلات أبينا إبراهيم الخليل، خلصت فيه إلى هذه النتيجة: أن إبراهيم لم يذهب إلى الجزيرة العربية قط

ـ وحول هذا الموضوع وهو "بناء إبراهيم للكعبة " جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج1 ص 77) "لم يذكر في السور القرآنية المكية قط أن إبراهيم واضع البيت، ولا أنه أول المسلمين. أما السور القرآنية المدنية فالأمر فيها على غير ذلك، فإبراهيم يدعى حنيفا مسلما، وهو واضع ملة إبراهيم، وأنه رفع مع إسماعيل قواعد بيتها المحرم ـ الكعبةـ (البقرة 127 وما بعدها). وتشرح (دائرة المعرف الإسلامية في نفس الصفحة) سر ذلك الاختلاف بين السور القرآنية المكية والمدنية بقولها: "هذا الاختلاف هو أن محمدا كان قد اعتمد على اليهود في مكة، فما لبثوا أن اتخذوا حياله خطة عداء. فلم يكن له بد من أن يلتمس من غيرهم ناصرا. وهناك هداه ذكاءٌ مسددٌ إلى شأن جديد لأبي العرب ـ إبراهيم ـ وبذلك استطاع أن يتخلص من يهودية عصره، ليصل حبْله بيهودية إبراهيم". وأكملت الموسوعة قائلة: "ولما أخذت مكة تشغل كل تفكير الرسول أصبح إبراهيم أيضا المشيد لبيت هذه المدينة المقدس".

ج) مناسك الحج

* جاء في (سورة آل عمران 3: 97) "ولله على الناس حِجُّ البيت من استطاع له سبيلا"

فالحج ركن من أركان الإسلام. وبالنسبة لمناسك و شعائر الحج كما في الجاهلية، إليك هذه الحقائق:

ـ قال (الدكتور على حسني الخربوطلي في كتابه: الكعبة على مر العصور ص24 [سلسلة اقرأ مارس 1967]) "كان العرب قبل الإسلام يرحلون إلى مكة من كل مكان من الجزيرة العربية في موسم الحج من كل عام لتأدية فريضة الحج.

أصل معنى لفظة "حج": يقول الدكتور جواد علي (في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 5 ص 223): إن كلمة [حج] مأخوذة أصلا من فعل الاحتكاك، فهي في أصلها من [حك]

ـ ويوضح (كتاب الملل والنحل لأبي القاسم الشهرستاني ص 247) العلاقة بين الاحتكاك والحج بقوله: "أنه كان يمارس في الحج طقس عجيب وهو الاحتكاك بالحجر الأسود".

ـ وتوضيحا لمعنى الاحتكاك بالحجر الأسود نورد تعليق الدكتور جواد علي في (كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) القائل: "أنه كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء في الحَجَر، وهو مس الحجر الأسود بدماء الحيض، [نتيجة احتكاك أعضائهن به وهن عاريات]... وقد كان دم الحيض عند المرأة في اعتقاد الأقدمين هو سر الميلاد، فمن المرأة الدم، ومن الرجل المَنِيُّ، ومن الإله الروح. وكان في الكعبة إله القمر". [ويبدو أنه كان في اعتقاد الجاهليين أن هذا الحجر الأسود كان يمثل عضو إله القمر الذكري، وكن يقمن بهذا الاحتكاك بغية الإخصاب والإنجاب].

~ والتساؤل هو: إذا كان معنى الحج في الجاهلية الوثنية هو هذا، فما هو معنى الحج في الإسلام؟ ولماذا يقبلون الحجر الأسود؟!

هدف الحج في الجاهلية: جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج 11 ص 3465-3467) عن هدف الحج في الجاهلية أنه "كان يقام في الجاهلية كل عام سوقان في شهر ذي القعدة، أحدهما في عكاظ، والآخر في مِجنَّة، وكان يتلوهما في الأيام الأولى من ذي الحجة سوق ذي المجاز" وتضيف "اقترنت الأسواق العظيمة التي تقام في ختام موسم جني البلح بالحج، وكانت هذه الأسواق أهم شيء عندهم"

ـ ومع موسم جني البلح هذا، كان هناك معنى آخر للموسم يقول عنه (الدكتور سيد القمني في كتاب: الأسطورة في التراث ص 165): "تزيدنا اللغة تأييدا في تعبير (موسم الحج) فإن كلمة [الموسم] تعني زمن الاحتفال [بالوسم] أو احتفالات [الخصب]. و[المومس] هي المرأة الموسومة بالزنا، مع ملاحظة انتشار الموامس في مكة قبل الإسلام".

ـ ويزيد (الدكتور سيد القمني في كتاب: الأسطورة في التراث ص 160) الأمر وضوحا أنه كان في الكعبة أيضا "الإله هُبَل وهو .. إله الخصب، وصاحبته طقوس جنسية تفشت تفشيا عظيما في مختلف تلك المناطق... وهذا يدعم قولنا عن وجود عبادة جنسية في عبادة [المقة] اليمنية"، التي انتقلت إلى الكعبة في مكة.

ـ ويجمل الدكتور القمني في (ص 162 من كتابه الأسطورة في التراث) الموضوع بقوله: "كان ذلك التجمع لممارسة الجنس الجماعي طلبا للغوث والخصب". من أجل هذا كان من طقوس الحج في الكعبة في الجاهلية الطواف بها عرايا: قال (الدكتور جواد على في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج 5 ص 224و225): "لو عدنا إلى طقوس الحج الجاهلى فسنجد طقسا عجيبا ومثيرا، وهو أنهم كانوا يطوفون حول البيت الإلهي ذكورا وإناثا عراة تماما"

ويتساءل البعض: "ما الداعي لهذا العري إن لم يكن بغرض يستحق العري؟ ولماذا جعل الإسلام للإحرام زيا لا يستر إلا العورة (كتاب علل الشرائع للصدوق القمي ص 485)

وماذا عن مناسك الحج في الجاهلية؟

يقول (الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه: الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ص 16): كان العرب في الجاهلية يقومون بذات المناسك التي يقوم بها المسلمون حتى يومنا هذا وهي:

1ـ التلبية [لَبيك اللهم لبيك]

2ـ الإحرام وارتداء ملابس الإحرام.

3ـ وسَوْقُ الهَدْى.

4ـ والوقوف بعرفات.

5ـ والدفع إلى مزدلِفة.

6ـ والتوجه إلى مِنًى: لرمي الجمرات، ونحر الهدْى.

7ـ والطواف حول الكعبة [أيضا] سبعة أشواط [لم تزد أو تنقص في الإسلام]

8ـ وتقبيل الحجر الأسود [تعظيما له]

9ـ والسعي بين الصفا والمروة

10ـ وكانوا أيضا يسمون اليوم الثامن من ذي الحجة [يوم الترويَة]

12ـ وتبدأ من العاشر أيام مِنًى ورمي الجمار، وكانوا أيضا يسمونها [أيام التشريق]، (التشريق هو التجفيف أي تجفيف اللحم بنشره في الشمس بعد يوم النحر).

2) الحجر الأسود

الحجر الأسود فى الجاهلية


ما هو الحجر الأسود؟ جاء في موقع الأزهر على الانترنيت:
http://www.alazhr.com/books2/book.jsp?bid=g4b1&id=128
عن الحجر الأسود ما يلي: "هو حجر بيضي الشكل، لونه أسود ضارب للحمرة، وبه نقط حمراء وتعاريج صفراء. قطره حوالي ثلاثين سنتيمترا، عرضه عشرة سنتيمترات. يقع فى حائط الكعبة فى الركن الجنوبى الشرقى من بناء الكعبة على ارتفاع متر ونصف متر من سطح الأرض، وعنده يبدأ الطواف. للحجر الأسود كساء وأحزمة من فضة تحيط به حماية له من التشقق"

من أين جاء الحجر الأسود؟ جاء في سنن الترمذى - باب الحج - حديث 886 "حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ .. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم « نَزَلَ الْحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ .." (ما الذي جعله أسود؟)

ـ ويذكر (موقع الأزهر على الانترنيت، قسم مفاهيم إسلامية) أن "هناك روايات غير مؤكدة تقول: إن جبريل -عليه السلام- نزل به من السماء، أو أن هذا الحجر مما كَشَف عنه طوفان نوح، ويقولون أن إبراهيم -عليه السلام- وضعه فى هذا المكان علامة لبدء الطواف.

ـ وللبعض تحليل علمي للحجر الأسود وأمثاله من الأحجار المقدسة بالكعبات الأخرى، يقولون: "كانت هذه أحجار بركانية أو نيزكية، يغلب عليها اللون الأسود، نتيجة عوامل الاحتراق.

~ هل هذا الحجر الأسود، هو أحد النيازك الحجرية، أم أن له مصدر ديني؟

هل كان الحجر الأسود مقدسا في الجاهلية ؟

ـ نعم كان الحجر الأسود مقدسا في الجاهلية لدرجة أن الكعبة استمدت تقديسَها منه، كما يذكر كتاب (في طريق الميثيولوجيا عند العرب لمؤلفه محمود سليم الحوت ص59) قائلا: "كانت الكعبة المكية إطارا لحجر أسود، كما كانت باقي الكعبات تتسم بذات السمة، فهي أُطر لأحجار سود، وسميت هذه الكعبات بيوت الله لأن كل بيت منها فيه حَجَرٌ من بيت الإله الذي في السماء. (حسب اعتقادهم)

ـ وأضاف أحد الباحثين قائلا: "هذا التقديس ناتج عن غرابة شكل الحجر، لكونه قادما من عالم غيبي مجهول، كمقذوف ناري .. كذلك الحجر النيزكي ربما كان أكثر جلالا لكونه كان يصل الأرض وسط مظاهرة احتفالية سماوية، تخلب لب البدوي المبهور، فهو يهبط بسرعة فائقة محتكا بغلاف الأرض الغازي، فيشتعل مضيئا، ومخلفا وراءه ذيلا هائلا .. فحسبوه ساقطا من عرش الآلهة في السماء .. فأحاطوه بالتكريم والتبجيل.

ـ وهذا عين ما أكدته (الموسوعة العربية الميسرة ص 1097): بقولها: الشهاب هو قطعة صغيرة صلبة من المادة الكونية تدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة كبيرة، فتحترق بسبب الاحتكاك الشديد، وتبدو خطا لامعا يومض لحظة، ويبقى أثره بضع ثوان .. وتصل منها أجزاء إلى الأرض وتسمى نيازك". (ولهذا كان تقديس البدو لهذا الحجر المعجزة!!!)

~ هذا هو السر في تقديس البدو الجاهلين الوثنيين لهذا الحجر

ماذا كانت طقوس تقديس الحجر الأسود في الجاهلية؟

ـ جاء في (دائرة المعارف الإسلامية ج 22 ص 6960) توضيح لطقس من طقوس تقديس الكعبة والحجر الأسود وهو الطواف أو الدوران حولهما، فتقول: "الطواف في الشعائر الدينية هو الدوران حول شيء مقدس مثل حجر أو نحو ذلك... وهو يرجع إلى عصور قديمة جدا، وكان له شأن عظيم في الشعائر الدينية عند العرب القدماء. وفي مكة كان يطاف حول الكعبة التي فيها الحجر الأسود الذي كان مقدسا منذ قديم الزمان" (أي قبل الإسلام) وقد أخد محمد بهذه العادة القديمة لما وضع شرائع دينه وجعل الكعبة مركز هذه الشعائر.

ـ ويجدر بنا أن نلقى الضوء أيضا على طقوس أخرى غريبة كانت تمارس في الجاهلية كأسلوب تقديس لهذا الحجر الأسود. فقد جاء في كتاب (في طريق الميثولوجيا عند العرب للكاتب محمود الحوت ص 123) "أن من طقوس الحج الجاهلي طقس عجيب ومثير، وهو أنهم كانوا يطوفون حول البيت الإلهي ذكورا وإناثا عراة تماما"
ـ ويعلق على ذلك أحد العلماء في (كتاب الأساطير في القرآن ص 16 و17) قائلا: "ما الداعي لهذا العري إن لم يكن بغرض يستحق العري؟" ويؤكد ما وصل إليه بقوله: "وهذه حقيقة أخرى نضيفها لرصيد احتمال وجود عبادة جنسية في البيت الإلهي المكي في عهوده القديمة"

ـ ومن تلك الطقوس ما يثير الاندهاش، ففي (كتاب أبو الأنبياء إبراهيم الخليل. تأليف محمد حسني عبد الحميد نشر دار السعادة القاهرة ص 92) يقول: إن الحجر الأسود كان أبيضَ، لكنه اسود من مس الحيض في الجاهلية"!

ـ وجاء تعلقيا على هذه الرواية الإسلامية في (كتاب الأسطورة في القرآن ص 17و19) "أي أنه كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء في الحَجَر، وهو مس الحجر الأسود بدماء الحيض، ودماء الحيض بالذات!!! وقد كان دم الحيض عند المرأة في اعتقاد الأقدمين هو سر الميلاد، فمن المرأة الدم، ومن الرجل المَنِيُّ، ومن الإله الروح ... إنهم يماثلون الفعل الأول الذي قام به ... إله القمر عندما جامع الشمس الإلهة [إلات].

ـ وجاء في (كتاب الملل والنحل لأبي القاسم الشهرستاني ص 247) طقس كان يمارس وهو الاحتكاك بالحجر الأسود.

ـ وقد قلنا في سابقل أن كلمة [حج] مأخوذة أصلا من فعل الاحتكاك، فهي في أصلها من [حك] مع الأخذ في الاعتبار هيئة الحجر الأسود وشكله. (في كتاب الأسطورة في القرآن ص 17و19)

~ إن كان الوثنيون الجهلة قد قدسوه كإله الخصب فلماذا يقدسه محمد؟

هل كان محمد يقدس هذا الحجر الأسود؟

نعم كان محمد يقدس الحجر الأسود
ـ فقد احتفظ بطقس الطواف والدوران حول الكعبة والحجر الأسود كما كان في الجاهلية تماما إذ تقول (دائرة المعارف الإسلامية ج 22 ص 6961) "كان للطواف شأن عظيم في الشعائر الدينية عند العرب القدماء. وفي مكة كان يطاف حول الكعبة التي فيها الحجر الأسود الذي كان مقدسا منذ قديم الزمان، وقد أخذ محمد ً بهذه العادة القديمة لما وضع شعائر دينه، وجعل الكعبة مركز هذه الشعائر ... ونستطيع أن نستنتج من ممارسة المسلمين لهذه الشعيرة ما كانت عليه عادة الوثنيين".

ـ كان محمد يقبل الحجر علامة على تقديسه له: (سنن البيهقى - كتاب الحج - حديث 9503): "َأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ ... عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا اسْتَلَمَ الرُّكْنَ [الحجر الأسود] قَبَّلَهُ وَوَضَعَ خَدَّهُ الأَيْمَنَ عَلَيْهِ"

ـ وكان الرسول يدور حول الحجر سبع لفات ثلاثَ منها قافزا كالظباء، وأربع لفات ماشيا في احترام للحجر المقدس!!! (مسند أحمد - مسند عبد الله بن العباس ـ حديث 2835) أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَقَعَدَتْ قُرَيْشٌ نَحْوَ الْحِجْرِ فَاضْطَبَعَ بِرِدَائِهِ. فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ثُمَّ مَشَى إِلَى الرُّكْنِ الأَسْوَدِ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ مَا يَرْضَونَ بِالْمَشْىِ إِنَّهُمْ لَيَنْقُزُونَ نَقْزَ الظِّبَاءِ. فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَةَ أَطْوَافٍ فَكَانَتْ سُنَّةً.

ماذا كان موقف الخليفة عمر بن الخطاب من الحجر الأسود؟

ـ يذكر صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب اعترض على تقبيل محمد للحجر: (صحيح البخاري باب الحج 50 حديث رقم 1597) "عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال: "والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أنى رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك".

ـ واعترض أيضا عمر على قفز محمد حول الحجر على أساس أنه ليس من العقيدة ولكنهم فعلوا ذلك رياء ليرضوا المشركين!!!: (صحيح البخاري باب الحج 57 حديث 1605) "أخبرنا زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للركن [الحجر الأسود]: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي استلمك، ما استلمتك.. ثم قال: ما لنا وللقفز إنما كنا راءين به المشركين، وقد أهلكهم الله، ثم قال: شيء صنعه النبي فلا نحب أن نتركه"

~ ألا يستحق هذا الكلام التفكير العميق بعقلية القرن الحادي والعشرين؟

~ إنني لا أستطيع أن أبدي آراءً في المواضيع الإسلامية، ولكني أطرح تساؤلات. وتساؤلاتي هي:

ـ لماذا يقدس محمد الحجر الأسود؟ هل يوجد سبب مقدس واحد على ذلك؟

ـ وإن كان محمد قد أكرم الحجر رياء ليربح المشركين بحسب قول عمر بن الخطاب، فهل هذا الأمر يليق بنبي أن يشارك المشركين في إكرام وعبادة أصنامهم؟؟!!

ـ وماذا نقول بعد قول عمر ابن الخطاب: (والله إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع)؟!

ـ يقول محمد في أحد أحاديثه أن الحجر الأسود هبط من السماء. والقرآن يقول أن الحجارة التي هبطت من السماء كانت للعقاب (الأنفال 8: 32) و(هود11: 82) و (الحجر15: 74) و(الذاريات51: 33) و(الفيل105: 1ـ 4) "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيرا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل" فما هذا التناقض؟!

3) علاقة الهلال القمري بالإسلام

هذا موضوع خطير للغاية. نلاحظ دائما على قمم الجوامع هلالا قمريا فما تفسير لذلك؟

وإني أتذكر أنه قد سئل فضيلة الشيخ الدكتور القرضاوي في إحدى حلقاته بقناة الجزيرة عن علاقة الهلال القمري بالإسلام فنفى وجود أية علاقة بينهما.
وحقيقة لست أدري إن كان قد قال ذلك لعدم معرفته أم ماذا؟ رغم إني أستبعد جهل عالم مثله. لهذا فإني أنتهز الفرصة لأوضح هذه العلاقة من خلال ما ورد في:

أولا: القرآن والأحاديث النبوية:

ـ عدد الآيات التي ذكر فيها الهلال والقمر هي 50 آية.

ـ عدد الأحاديث النبوية (ذكر فيها القمر والهلال) 2027 حديث

فيكون المجموع الكلي هو: 2913 (قول: آية وحديث) (أي حوال ثلاثة آلاف قول)

* ونستطيع أن نعطي مثالا لذلك وهو قسم الله بالقمر:
ـ (سورة المدثِّر 74: 32) "والقمرِ، والليل إذا أدبر "
ـ (سورة الشمس 91: 1و2) " وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ"

ثانيا: من (دائرة المعارف الإسلامية ج 32 صفحة 10055):

ولقد استهلَّت دائرة المعارف هذا الموضوع بقولها: "للهلال أهميةٌ في الشريعة الإسلامية" وقد أعطت 55 دليلاً دامغاً على ذلك أكتفي منها بما يلي:

ـ لأنه بالهلال يتحدد التاريخ الهجري الإسلامي بالسنة القمرية.

ـ وبالهلال تتحدد مواعيد الحج.

ـ وبالهلال يتحدد الصوم.

ـ ويشير القرآن للهلال في (آية 189 من سورة البقرة) بقوله:
"يسألونك عن الأهلة، قل هي مواقيت للناس والحج"

ـ وفي (الآية 184 من سورة البقرة) يشير القرآن للصوم، وقد روى مالك في الموطَأ كتاب الصيام "لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه .."

_ ومن الاستخدامات المبكرة للهلال في التزيين: استخدامه في بلاط مسجد قبة الصخرة في القدس عام 72 هـ / 691م.

_ كما استخدم الهلال كحليات للآدميين، على هيئة أقراط أو دلايات ذهبية أو فضية مذهبة .. كما نجد في آثار مصر والأندلس.

ـ كما يظهر الهلال في عملات صلاح الدين الأيوبي والجزيرة في الفترة من 585 إلى 657 هـ / 1189 ـ 1258م.

ـ وقد وجد الهلال أيضا على الفخاريات والعملات، في ذات العصر عصر المماليك.

ـ ووجد أيضا الهلال كشعار (للحكام المسلمين): الظاهر سيف الدين برقوق، وشعار ناصر الدين أبو السعادات.

ـ ويتضح استخدام الهلال بالدين، إذ تم استبدال صليب كنيسة آني [بآسيا الصغرى] في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي بهلال عند تحويلها لمسجد ليشكل قيمة رمزية أو يكون كشعار.

ـ كما شاع استخدام الهلال على قمم القباب والمآذن في المساجد.

ـ واستخدم الهلال في راية السلطان سليم الأول والسلاطين من بعده.

ـ كما كان الهلال يرسم أحيانا بنجوم أو بأسماء الرسول أو الخلفاء الأربعة، أو برسوم لسيوف وغير ذلك من أسلحة ذات مغزى ديني، أو بشعارات إسلامية كالشهادة.

ـ وقد دخل الهلال كرمز رسمي [في الدولة العثمانية] حين قرر السلطان سليم الثالث في القرن التاسع عشر الميلادي تكوين جيش نظامي على غرار الجيوش الأوربية، وجعل العلم الامبراطوري على شكل هلال مع نجمة على أرضية حمراء.

ـ وأما الدولة الثانية التي أدخلت الهلال في علمها فهي تونس، مصر، باكسان، ليبيا، الملايو، ماليزيا، موريتانيا، الجزائر ... إلخ.

ـ وقد اُتخذ الهلال تمييزا لمقابر المسلمين في الولايات المتحدة، والصليب لمقابر المسيحيين، ونجمة داود لمقابر اليهود.

من هذا يتضح بكل جلاء:
ـ أن للهلال القمري أهميةٌ في الشريعة الإسلامية.
ـ واتضح أيضا أن المسلمين اتخذوا الهلال شعاراً ليكون في مقابل شعار الصليب عند المسيحيين، ونجمة داود عند اليهود.

~ والمعروف أن المسيحيين اتخذوا الصليب شعارا لأنه رمز للفداء والضحية والكفارة عن خطايا البشر جميعهم. واتخذ اليهود شعار نجمة داود الملك الذي من نسله يأتي المسيح الذي ينتظرونه.
ـ ولكن لماذا اتخذ محمد الهلال شعارا لدينه؟

الواقع أن هناك سرا وراء ذلك

كان القمر إلها يعبد في الجزيرة العربية:

ـ فقد جاء في (دائرة المعارف البريطانية ج 1 ص 1057 و1058) "كان العرب في جنوب الجزيرة العربية يعبدون ثالوثا هو: (الإله القمر، والإلهة الشمس، وأشتار الإبن) وكان الإله الأكبر في هذا الثالوث هو الإله القمر. وكان الناس في كل الأنحاء يعتبرون أنفسهم ذريته".

ـ وهذا هو عين ما أكده د. سيد محمود القمني في كتابه (الأسطورة في القرآن ص 4-11) يقول: "كان أحد أسماء إله القمر عند العرب السبأيين هو "إل مقة" التي تترجم إلى اللغة العربية "الله رب البيت الحرام الموجود في مكة". ويذكر القمني في كتابه (إله القمر ص 11) "كان (إل) إله القمر مذكر، وكانت زوجته (إللات) وهي الشمس، وكان لهما ابن هو (عشتار، أو الزهرة) الذي كان ملازما للشمس في شروقها وغروبها، وهو المشار إليه في القرآن (بالنجم الثاقب) في [سورة الطارق 86 : 3] "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ" وكانت هناك أيضا (اللات، والعزى ومناة) وقد ذكرت في القرآن، وهن ثلاث آلهات عبدوهن على أنهن بنات الاله القمر.

هل هناك دليل أو برهان على أن القمر كان يدعى اللاه؟

بالتأكيد فقد أكدت حفريات الآثار ذلك، ونتائج هذه الحفريات موجود على الإنترنيت موقع:

The Archeology of the Middle East http://www.biblebelievers.org.au/moongod.htm

وهذه النتائج تقول:

ـ اكتشف الأثريون العديد من المعابد التي كانت مخصصة لله القمر في أماكن عديدة في الشرق الأوسط، من جبال تركيا إلى شواطئ نهر النيل.

ـ ولقد أطلق عليه الأشوريون والبابليون والكلدانيون إسم [الإله سين]

ـ أثبت العالمان الأثريان Sjoberg and Hall أن السومريين ( حضارة جنوب العراق) القدماء قد عبدوا اللاه القمر، وأن عبادته قد عمت كل ميزوبوتاميا القديمة (بلاد ما بين النهرين جنوب العراق).

ـ وقد وجد رمز الهلال القمري على أختام السجون، وعلى شواهد المقابر، والأواني الفخارية، والأحجبة، والألواح، والاسطوانات والموازين، والأقراط، وقلائد الأعناق، والجدران .. إلخ.

5ـ حتى الخبز كان يصنع على هيئة الهلال القمري كتقدمة لإله القمر.

6ـ في الخمسينات من القرن الماضي اكتشف معبد كبير لإله القمر في حازر بفلسطين، ووجد فيه تمثالين لإله القمر. كل تمثال عبارة عن رجل جالس على عرش وحفر على صدره هلال قمري.

هذه الكشوف الأثرية تمت في العراق وفلسطين، ولكن هل وجدت اكتشافات في الجزيرة العربية؟

ـ منذ القرن 19 قام علماء آثار كثيرون بحفريات في سبأ ومينان وقطابان ووجدوا مخطوطات كثيرة قاموا بترجمتها.

ـ في الخمسينات من القرن الماضي قام عدة علماء أثريون منهم: Phillips, W.F Albright, Richard Bower Wendell
بحفريات في: قتبان، تمنة، ومأرب (عاصمة سبأ قديما) واكتشفوا آلاف من الحفريات: حوائط، وصخور في شمال الجزيرة. وقد وجدوا الكثير من الأواني التي استخدمت في عبادة [بنات اللاه وهن: اللات، والعزى، ومنات، وقد وُجدن محفورات بصورهن بجوار والدهن الصنم المدعو اللاه، إله القمر، وقد وضع هلال القمر فوقهم.

ـ الدراسة الأثرية لمنطقة الجزيرة العربية أثبتت أن الإله الأكبر الذي كانت عبادته سائدة في كل الجزيرة العربية في ذلك الوقت كان: إلإله القمر المدعو: الاّه. وقد ثبت بالأدلة القاطعة أن عبادة الإله القمر كانت منتشرة في زمان نبي الإسلام محمد.

ـ كما أشار عالم الآثار كوون (Coon) قائلا: "المعبود القمر كان يدعى الإله (al-ilah) وقد اختصرت إلى كلمة (الله Allah) قبل الإسلام".

ـ وقال الأستاذ Prof. Coon "هكذا كان توجيه محمد بالنسبة لنفوذ إله (I-lah) أصبح الإله (Al-I- lah) أي الله الكائن العظيم".

~ ولهذا لم يحتاج محمد أن يعرِّف الله على اعتبار أنه معروف للوثنيين. والواقع أن الوثنيين لم يشتكوا قط من أن محمد كان ينادي بإله مختلف عن إلههم الذين يعبدونه. فقد نشأ محمد في وسط عبادة إله القمر، وكان الجميع يعتقدون أن إله القمر أعظم الآلهة، وكانت دعوته للوثنيين: أنكم تؤمنون بالله ولكنكم تؤمنون بزوجته وبناته، وهذا هو الخطأ فاعبدوه وحده وليس غيره.

ـ الكندي: من أكبر المحاورين ضد الإسلام وضح أن إله الإسلام الله لم يأت من الكتاب المقدس، ولكن من آلهة سبأ الوثنية إله القمر الذي كان يدعى [اللاه].

ـ قال الباحث في الإسلاميات قيصر فرح (Ceasar Farahat ) "كان العرب يعبدون إله القمر كإله عظيم. وحيث أنهم يقولون أن الله أكبر، فهم لا زالوا يحملون فكرة آلهة أخرى وإلههم أكبرهم.

~ ولكن سؤالي هنا، الذي يحتاج إلى إجابة من الفهماء والفطناء والأزكياء هو: لماذا أختير الهلال رمزا للإسلام؟ّ

ـ لا يوجد تعليل آخر سوى أنه كان رمزَ الإله القمر، معبود العرب قبل الإسلام كما سبق أن وضحنا. فقبل رمزهم وهو إله القمر، ومناسكهم والكعبة ليرضيهم ويربحهم بعد أن فشل في ربح اليهود والنصارى. والله أعلم.

~ ألم يتنازل محمد عن الكثير في صلح الحديبية مع القرشيين (عام 6 هـ/ 628م)؟ حتى أن أتباعه قد غضبوا عند سماعهم الشروط التي قبلها (دائرة المعارف الإسلامية ج 29 ص 9146) مثلما تنازل عن إلغاء عبارة "بسم الله الرحمن الرحيم" من الصلح واستبدالها بشعار القرشيين الوثني الذي تبناه محمد وهو "اللهم لا شريك لك"؟

~ إن كان لدى علماء المسلمين الأفاضل رأيا آخر فليتفضلوا ويثبتوا عكس ذلك بالبراهين والأدلة التاريخية والعلمية المنطقية.

~ لماذا يصنعون تمثالا للهلال، ألم يحطم ابراهيم التماثيل قديما (سورة الأنبياء 21: 52) "إذ قال [إبراهيم] لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون" ؟؟؟

~ ولماذا يوضع تمثال الهلال على قمة المآذن، ألا يعتبر ذلك عبادة للأوثان وامتدادا لعبادة الله القمر في الجاهلية؟؟

رسالة هادفة:

ـ ألا ليت كل مسلم مستنير يفحص جذور الإسلام، ليعرف أصوله من خلال منهج النقد العلمي الحديث. فأنا أستغرب عندما أسأل مسلما عن معلومة ما ويجيب: لا أعلم!
إذا كنت لا تعلم شيئا عن الدين الذي تتبعه، فعلى أي أساس تبني إيمانك؟

ـ ما عليك إلا أن ترفع قلبك إلى الله وتطلب نور النعمة وتطلب خلاص نفسك

ـ وأؤكد لك عزيزي القارئ أن المسيح المحب الذي بذل نفسه لأجل خلاص كل فرد مستعد أن يقبل طلبتك، ويزور قلبك بمحبته النافذة إلى الأعماق.

ـ ليتك الآن تدعو من قلبك قائلا: يارب أنر قلبي، واشرق بنور معرفتك في ذهني لأعرف محبتك. ارحمني أنا الخاطي. وامتلك قلبي الآن. اشرق بنورك في قلبي. وأشكرك لأنك سامع الصلاة وتستجيب للدعاء آمين.